في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر، أكد المهندس محمود غزال، عضو غرفة الصناعات النسيجية، أن التكامل الرأسي في الصناعة يعتبر خطوة أساسية نحو تقليل الاعتماد على الواردات وتحسين الميزان التجاري، خاصة في قطاعات المنسوجات والمفروشات والملابس الجاهزة، هذه القطاعات تمتلك إمكانيات كبيرة لزيادة القيمة المضافة وتعزيز التنافسية في الأسواق العالمية.
الواردات المصرية والتحديات الاقتصادية
أوضح غزال أن الواردات المصرية قد تصل إلى أكثر من 100 مليار دولار في عام 2025، بينما الصادرات متوقعة أن تكون حوالي 50 مليار دولار، مما يعكس الحاجة الملحة لتوسيع قاعدة التصنيع المحلي وربط حلقات الإنتاج داخل البلاد، الهدف هو تقليل الاعتماد على الخارج وتخفيف الضغط على العملة الأجنبية.
فرص الاستثمار في التصنيع المحلي
وأشار غزال إلى أن وزارة التجارة والصناعة تعمل على تقديم فرص استثمارية جديدة بمزايا خاصة لدعم التصنيع المحلي، هذا سيمكن الشركات الصغيرة والمتوسطة من الانضمام إلى سلاسل القيمة الصناعية، مما يسهم في خلق منظومة إنتاج متكاملة تساعد على خفض الواردات وزيادة الصادرات.
توطين مراحل الإنتاج
يعتبر قطاع المنسوجات مثالاً واضحًا على أهمية التكامل الرأسي، حيث لا تزال بعض المصانع تعتمد على استيراد مدخلات الإنتاج مثل الأقطان والألياف الصناعية، إذ تتجاوز قيمة الواردات من الصين وحدها 2.5 مليار دولار سنويًا، تليها الهند كمصدر رئيسي للخامات.
تحسين ميزان المدفوعات
أكد غزال أن توطين مراحل الإنتاج من الغزل حتى المنتج النهائي سيؤدي إلى رفع القيمة المضافة للصادرات وتحسين ميزان المدفوعات، حيث سجلت صادرات الملابس الجاهزة المصرية ارتفاعًا بنسبة 18٪ في عام 2024، ومن المتوقع أن تتجاوز مليار دولار خلال الأربعة أشهر الأولى من 2025 بزيادة 22٪ عن العام السابق.
استراتيجية اقتصادية شاملة
في ختام حديثه، شدد غزال على أن التكامل الصناعي ليس مجرد تطوير إنتاجي، بل هو استراتيجية اقتصادية شاملة تعزز مناعة الاقتصاد الوطني وتفتح آفاقًا جديدة للاستثمار وتخلق فرص عمل، وأكد أن قطاع النسيج والمفروشات مؤهل ليكون في مقدمة التحول نحو اقتصاد إنتاجي متوازن ومستدام.

