في حديث مهم أشار الدكتور نادي عبد الله، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، إلى حديث النبي ﷺ حول المرأة، حيث قال إن الحديث الذي يتحدث عن رؤية المرأة كشيطان هو حديث صحيح، لكنه يُفهم بشكل خاطئ، فالرسول لم يقصد أن المرأة شيطان، بل كان ينبه إلى كيفية استغلال الشيطان لصورتها لإثارة الفتنة، وهذا ما يجب أن نفهمه بشكل صحيح.

أهمية فهم الحديث في سياقه

أوضح الدكتور نادي خلال تصريحاته التلفزيونية أن الله خلق الرجل والمرأة في أحسن صورة، كما جاء في قوله تعالى: “ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم”، وهدف النبي ﷺ من هذا الحديث هو التنبيه إلى تأثير الشيطان في تزيين الفتنة، فعندما تظهر المرأة بشكل غير محتشم، قد يكون ذلك مدعاة لإغواء الرجال، مما يجعل تصرفاتها في هذه الحالة تشبه وسوسة الشيطان، وليس ذاتها

وأضاف أن الحديث يحمل تحذيرين مهمين: الأول للمرأة بضرورة الحفاظ على حيائها واحتشامها، والثاني للرجل بغض بصره، كما جاء في قوله تعالى: “قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ”

الزواج كوسيلة مشروعة

وأشار الدكتور نادي إلى أن سبب ورود الحديث هو أن النبي ﷺ شاهد امرأة فانتبه قلبه لزوجته عائشة رضي الله عنها، وأرشد أصحابه إلى أنه إذا أعجبهم شيء، فعليهم أن يذهبوا إلى أهليهم، مما يعني أن الزواج هو السبيل المشروع لتلبية الغرائز، وليس النظر أو التبرج.

كما أكد على أن تشبيه الفعل بالشيطان لا يقتصر على المرأة فقط، فقد قال النبي ﷺ عن الرجل الذي يقطع صلاة غيره “ادفعه، فإن لم يستجب فقاتله، فإنه شيطان”، مما يوضح أن الحديث لا يتحدث عن المرأة ذاتها، بل عن الأفعال التي يقوم بها الناس في سياقات معينة.

في الختام، شدد الدكتور نادي على أن مكانة المرأة في الإسلام عظيمة، وأن الدين يمنحها الاحترام والرعاية، وأن الرسالة التي يحملها الحديث هي تحذير من الفتنة وليس تقليلاً من شأن المرأة، داعيًا الجميع لفهم الأحاديث النبوية في إطار مقاصدها الأخلاقية والشرعية.