في تقرير حديث، أشار المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى أن الوضع في قطاع غزة لا يزال مأساويًا بعد شهر من إعلان وقف إطلاق النار، حيث تواصل إسرائيل تنفيذ ما يراه المرصد جريمة إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، وسط صمت دولي واضح، ومعاناة مستمرة لأكثر من مليوني فلسطيني.

استمرار المعاناة في غزة

المرصد ذكر أن إسرائيل تفرض ظروفًا معيشية صعبة على سكان غزة، مما يمنعهم من التعافي من الكارثة الإنسانية المستمرة منذ أكثر من 25 شهرًا، حيث يستمر جيش الاحتلال في ارتكاب جرائم القتل العمد، مما يؤدي إلى مقتل ما لا يقل عن ثمانية فلسطينيين يوميًا، وتسجيل نحو 619 إصابة خلال الأسابيع الماضية، مما يعكس استمرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.

انتهاكات وقف إطلاق النار

على الرغم من إعلان وقف إطلاق النار، إلا أن جيش الاحتلال واصل قصف المناطق المدنية، وتدمير المنازل، وخاصة في شرق خان يونس وغزة، مما يدل على سياسة ممنهجة تستهدف تدمير مقومات الحياة الأساسية في القطاع، حيث قُتل منذ 10 أكتوبر الجاري 242 فلسطينيًا، من بينهم 85 طفلًا، مما يبرز فشل المجتمع الدولي في فرض آليات فعالة لحماية المدنيين.

أبعاد الأزمة الإنسانية

المرصد أشار أيضًا إلى أن الاحتلال يواصل سياسة التجويع من خلال تقليص المساعدات الإنسانية، حيث تم تعطيل دخول نحو 70% من المساعدات المفترض إدخالها، مما يضع السكان في حالة جوع مزمن، دون معالجة حقيقية لمشاكلهم الصحية، في ظل استمرار إغلاق معبر رفح الذي يمنع حركة السفر.

دعوات إلى التحرك الدولي

في ظل هذه الظروف، دعا المرصد المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات فعلية لحماية المدنيين، وضمان انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، وفتح المعابر أمام حركة الأفراد والبضائع، بالإضافة إلى توفير المساعدات الإنسانية بشكل منتظم، مشددًا على ضرورة عودة المهجرين إلى منازلهم، ورفض أي ترتيبات تهدف إلى ترسيخ التهجير القسري.

بالإضافة إلى ذلك، طالب بإنشاء آلية دولية للتعويض وإعادة الإعمار، تضمن جبر الضرر للضحايا المدنيين، وذلك لضمان عدم إعادة إنتاج السيطرة الإسرائيلية على الموارد والمعابر، مما يساهم في تحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة ويحقق العدالة للسكان الذين يعانون من ويلات الحرب.