في خطوة مثيرة، أعلنت هيئة الأمن الفيدرالي الروسي عن إحباط عملية استخباراتية معقدة كانت تهدف للاستيلاء على مقاتلة روسية متطورة من طراز “ميج-31” والتي تتميز بصواريخ “كينجال” الفرط صوتية، حيث اتهمت أجهزة استخبارات بريطانية وأوكرانية بالتورط في هذه الخطط، وهو ما يزيد من حدة التوترات بين الأطراف المعنية.

تفاصيل العملية الاستخباراتية

بحسب وكالة الأنباء الروسية تاس، كانت الخطة تستهدف تجنيد طياري المقاتلة عبر عرض مالي مغرٍ يصل إلى 3 ملايين دولار، بالإضافة إلى وعود بمنحهم جوازات سفر أجنبية، مقابل توجيه الطائرة إلى قاعدة تابعة لحلف شمال الأطلسي في مدينة كونستانزا الرومانية، وكان الهدف هو إسقاط الطائرة في الأجواء الرومانية لتوجيه الاتهام إلى موسكو بخرق المجال الجوي لدولة من أعضاء الحلف، مما كان يمكن أن يؤدي إلى تصعيد الأزمة الدولية بين روسيا والغرب.

نجاح الاستخبارات الروسية

لكن هيئة الأمن الفيدرالي الروسي تمكنت من كشف تفاصيل العملية في مراحلها الأولى والسيطرة على قنوات الاتصال بين المنفذين والممولين، وذلك ضمن عملية مضادة تم التخطيط لها ومتابعتها بإشراف مباشر من الأجهزة الأمنية الروسية، وأكدت أن التحقيقات أظهرت ضلوع أجهزة استخبارات بريطانية وأوكرانية في الإعداد للمخطط، مشيرة إلى أن المحاولة أحبطت بالكامل دون أي خسائر مادية أو بشرية، في الوقت الذي تستمر فيه القوات الروسية في استخدام صواريخ “كينجال” ضمن عملياتها العسكرية الجارية في أوكرانيا.

العلاقات المتوترة بين موسكو ولندن

تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه العلاقات بين موسكو ولندن توترًا متزايدًا، خاصةً في ظل الدعم البريطاني العسكري والاستخباراتي لكييف منذ بداية الحرب في فبراير 2022، كما أن الإشارة إلى قاعدة كونستانزا الرومانية تحمل دلالات رمزية مهمة، حيث تُعتبر إحدى النقاط الأساسية التي يستخدمها الناتو لمراقبة التحركات الروسية في البحر الأسود.

يرى المراقبون أن الإعلان الروسي يأتي في إطار حرب المعلومات المتبادلة بين موسكو والغرب، حيث تتبادل الأطراف الاتهامات بشن عمليات تجسس إلكتروني وميداني متقدمة، مما يعكس تصاعد الحرب الاستخباراتية بالتوازي مع العمليات العسكرية على الأرض.