في ظل الأوضاع المتوترة في السودان، أعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان أن المهجرين قسراً من مدينة الفاشر يفضلون النزوح إلى مناطق تحت سيطرة الدولة بدلاً من المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا الدعم السريع، حيث أشار إلى أن المواطنين الذين هُجروا من الفاشر وبارا والنهود لم يتوجهوا إلى نيالا أو الفولة أو أي منطقة أخرى تحت سيطرة الميليشيا في دارفور أو غرب كردفان، بل اختاروا السير لمسافات طويلة بحثاً عن الأمان ومقومات الحياة في المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية.

الأعداد المتزايدة للنازحين

في سياق متصل، أفادت المنظمة الدولية للهجرة بأن عدد النازحين من الفاشر ومحيطها قد بلغ حوالي 88 ألف شخص منذ 26 أكتوبر، مما يعكس الوضع الكارثي الذي يعاني منه المدنيون في البلاد بسبب استمرار القتال وغياب أي مؤشرات على وقف الأعمال العسكرية.

الأزمة الإنسانية تتفاقم

من جانبه، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أن الظروف الإنسانية في السودان تزداد سوءاً، حيث قال إن المدنيين يواجهون أوضاعاً صعبة بسبب تدفق الأسلحة والمقاتلين من الخارج، مما يزيد من تعقيد الأزمة ويطيل أمد النزاع، وأشار رئيس المفوضية الإفريقية محمود علي يوسف إلى أن الوضع في السودان بلغ مستويات خطيرة من الانهيار، وأن معاناة الشعب السوداني لا تحظى بالاهتمام الدولي الكافي، معتبراً أن هذه الأزمة تُعد واحدة من أعقد النزاعات في القارة الإفريقية، حيث تفوق المأساة ما يظهر في وسائل الإعلام.