كشفت صحيفة الجارديان البريطانية عن خطة أمريكية جديدة تتعلق بقطاع غزة، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى تقسيم المنطقة إلى قسمين رئيسيين، الأول هو “المنطقة الخضراء” التي ستخضع لسيطرة عسكرية إسرائيلية ودولية، حيث ستبدأ جهود إعادة الإعمار، بينما الثاني هو “المنطقة الحمراء” التي ستظل عبارة عن أنقاض تعكس الدمار الذي تعرضت له غزة.
تفاصيل الخطة الأمريكية
وفقاً للخطط الأمريكية، ستبدأ القوات الأجنبية بالانتشار إلى جانب الجنود الإسرائيليين في شرق غزة، مما سيؤدي إلى تقسيم القطاع باستخدام “الخط الأصفر” الذي تسيطر عليه إسرائيل حالياً، كما تكشف الوثائق العسكرية الأمريكية التي اطلعت عليها الصحيفة، وهذا يثير تساؤلات حول مدى التزام واشنطن بتحقيق تسوية سياسية دائمة مع الحكم الفلسطيني في غزة، وهو ما وعد به الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
بعد أسابيع من الترويج لفكرة إنشاء مخيمات لمجموعات صغيرة من الفلسطينيين تحت مسمى “المجتمعات الآمنة البديلة”، تم إلغاء هذه الخطط، حيث أشار المسؤول الأمريكي إلى أن هذا المفهوم لم يعد قيد الدراسة، مما يزيد من الغموض المحيط بمستقبل غزة.
غموض الوضع في غزة
تواجه غزة خطر الانزلاق إلى حالة من الفوضى دون وجود خطة واضحة لنشر قوة حفظ سلام دولية أو انسحاب القوات الإسرائيلية، كما أن إعادة الإعمار تحتاج إلى جهود واسعة النطاق، وأوضح مسؤول أمريكي أن الخطوة الأولى هي الحصول على قرار مناسب، ولن تقدم الدول التزامات قوية حتى يتم الاطلاع على تفاصيل الخطط.
استبعد ترامب إرسال أي جنود أمريكيين إلى غزة، مما يعكس تردد الولايات المتحدة في تحمل تكاليف إعادة الإعمار، حيث أشار أحد المصادر الدبلوماسية إلى أن الولايات المتحدة ترغب في وضع رؤية دون الالتزام بدفع تكاليفها.
التعاون الأوروبي والأردني
في سياق متصل، وضعت القيادة المركزية الأمريكية خططاً لنشر قوات أوروبية في غزة، تشمل مئات الجنود من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، بينما أبدت الأردن استعدادها للمساهمة بعدد من الجنود، ولكن الملك عبد الله استبعد نشر قوات بسبب القرب السياسي للبلاد من غزة.
تخطط الولايات المتحدة أن تبدأ القوات الأوروبية الانتشار بشكل تدريجي، حيث يهدف المشروع إلى تعزيز الاستقرار في المنطقة، ولكن يبقى التحدي الأكبر هو كيفية إدارة الوضع بشكل فعال دون اشعال المزيد من التوترات في المنطقة.
الشرطة الفلسطينية ودورها
تشمل خطة ترامب أيضاً إنشاء قوة شرطة فلسطينية جديدة، ولكن دورها سيكون محدوداً، حيث يسعى المخططون الأمريكيون لتجنيد عدد قليل في البداية، مع توقع زيادة العدد على مدار السنة، ورغم ذلك، يبقى المستقبل غامضاً بالنسبة للجهود الرامية لإعادة توحيد غزة وتحقيق الاستقرار، مما يجعل الوضع بحاجة إلى مراقبة دقيقة من المجتمع الدولي.

