التوتر بين الغرب وإيران في تصاعد مستمر، حيث تتزايد الاتهامات الغربية لطهران بعدم الاستجابة لدعوات الوكالة الدولية للطاقة الذرية للعودة إلى طاولة المفاوضات، وذلك في ظل الأجواء المشحونة بعد الهجمات الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية، وفقًا لما أفادت به وكالة بلومبرغ.

اجتماع حاسم في فيينا

تستعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية لعقد اجتماع مهم في فيينا الأسبوع المقبل لمناقشة الوضع الراهن للبرنامج النووي الإيراني، حيث من المتوقع أن تطرح الدول الغربية مجموعة من الإجراءات لتفقد كميات اليورانيوم المخصب في طهران وتحديد مواقع تخزينه بعد الهجمات الأخيرة.

وأشار مسؤول غربي إلى أن الوكالة مستعدة لاستئناف عمليات التفتيش، لكن إيران ترفض ذلك مشيرة إلى أن الوضع الأمني لا يزال غير مناسب لاستقبال المفتشين بعد الضربات الجوية التي تعرضت لها.

انقسام داخل المعسكر الغربي

المواقف الغربية ليست متفقة على خطواتها القادمة، فبينما تدعو بعض الدول إلى زيادة الضغوط على طهران من خلال حرمان علمائها من الدعم الفني، ترى دول أخرى أن ذلك قد يدفع إيران للانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، وهو ما يعد سيناريو خطيرًا.

طهران تنفي… والغرب غير مقتنع

تؤكد إيران أنها لا تسعى لتطوير سلاح نووي، وتعتبر أن تسريع عملية التخصيب جاء ردًا على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في 2015 وإعادة فرض العقوبات، لكن التقارير تشير إلى أن إيران كانت تمتلك قبل الهجمات كميات من اليورانيوم تكفي لصنع عدة أسلحة نووية بسرعة.

كما أظهرت صور الأقمار الصناعية نشاطًا ملحوظًا في بعض المواقع الإيرانية بعد القصف، ولا يزال المفتشون عاجزين عن التأكد مما إذا كانت الأنشطة الحالية مجرد عمليات تنظيف أو نقل لمخزون اليورانيوم.

دعوات غربية للتعاون… وطهران ترد بالرفض

شدد رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية على ضرورة تحسين إيران تعاونها مع المفتشين، بينما رفضت الخارجية الإيرانية هذه الدعوة، متهمة الغرب بعدم إدانة الهجمات التي استهدفت منشآتها، وأكد أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني أن المفاوضات السابقة لم تُظهر أي استعداد من الجانب الأمريكي للعودة إلى الاتفاق.