في تطور مثير، ظهرت تقارير تشير إلى أن إثيوبيا تستخدم الطاقة الناتجة عن سد النهضة في تعدين عملة البيتكوين، وهو أمر يتعارض مع الوعود الحكومية بشأن تحسين حياة المواطنين وتوفير الكهرباء لهم، حيث بدأ هذا النشاط في الأشهر الماضية مع تشغيل معدات متخصصة تعتمد على كهرباء السد، مما أثار قلق الخبراء حول تأثير ذلك على التنمية المحلية.

أبعاد استخدام الطاقة في تعدين البيتكوين

بحسب الباحث هاني إبراهيم، فإن هذه العمليات تتضمن شراكة بين شركات صينية وإماراتية بالإضافة إلى الشركة الإثيوبية الرسمية، وقد أصبحت تشكل حوالي 18% من عائدات الكهرباء في البلاد، حيث يتطلب تعدين بيتكوين واحد نحو 6.4 مليون كيلوات/ساعة، وهي كمية ضخمة تكفي لتشغيل حوالي 14,950 منزلًا إثيوبيًا لعام كامل، في وقت لا يحصل فيه نصف السكان على الكهرباء.

التأثيرات البيئية والاقتصادية

تبلغ تكلفة تعدين البيتكوين في إثيوبيا حوالي 1,990 دولارًا، وهو ما يجذب الشركات الأجنبية إلى البلاد بعد حظر بكين لأنشطة التعدين، لكن الباحثين يحذرون من المخاطر البيئية، حيث تنتج أجهزة التعدين نفايات إلكترونية قد تلوث التربة ومياه النيل إذا لم تتم معالجتها بشكل صحيح، كما أن أنظمة التبريد تستخدم كميات كبيرة من المياه والطاقة، في ظل أزمة مناخية متزايدة.

تتزايد الأسئلة حول مدى التزام إثيوبيا بالمعايير البيئية ومدى قدرة السد على تحقيق أهداف التنمية بدلاً من أن يتحول إلى منصة لمشاريع تجارية عالية التلوث، في وقت تشهد فيه العلاقات مع مصر والسودان توترات متزايدة بسبب عدم التوافق حول استخدامات السد.