تشير تقارير حديثة إلى أن إسرائيل تشهد موجة هجرة غير مسبوقة منذ سنوات، حيث غادر حوالي 200 ألف مستوطن البلاد منذ تولي الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، وذلك في ظل تصاعد التوترات السياسية وفقدان الثقة بالمؤسسات الحكومية، ويتضح أن هذا الاتجاه يعكس مشاعر القلق المتزايدة بين المواطنين، خاصة الشباب الذين يسعون لبناء مستقبلهم في الخارج.

ارتفاع معدلات المغادرة

على مدار العامين الماضيين، ارتفعت معدلات المغادرة بشكل ملحوظ، حيث تشير البيانات إلى أن حوالي 6,016 مستوطناً يغادرون إسرائيل شهرياً منذ تشكيل الحكومة، وهو ما يزيد تقريباً عن ضعف المعدل في السنوات الأربع السابقة، ومع هذا الارتفاع الملحوظ، سجل صافي الهجرة زيادة كبيرة ليصل إلى 3,910 مغادرين شهرياً، بينما كان الرقم لا يتجاوز 1,146 قبل تشكيل الحكومة الحالية.

تأثير المدن الكبرى

تظهر تل أبيب كأكثر المدن تأثراً، حيث بلغت نسبة المغادرين منها عام 2024 حوالي 14%، بينما كانت 9.6% في عام 2010، في حين شهدت القدس تراجعاً في نسب المغادرة إلى 6.5% بعد أن كانت 11.8% قبل 14 عاماً، وهذا يعكس الفجوة المتزايدة بين التيار الليبرالي في تل أبيب والمحافظ في القدس.

تحديات الحكومة

رغم الأرقام الخطيرة، يبدو أن الحكومة لا تعير اهتماماً كبيراً لهذه الموجة، ولم تتطرق إلى الأمر في أي مناقشات رسمية، بل يرى بعض الشخصيات البارزة في الائتلاف أن التغيرات الديموغرافية تصب في مصلحة اليمين، مما يزيد من القلق بشأن المستقبل، ويشير التقرير إلى أن استمرار الأزمة السياسية والانقسام الداخلي قد يدفع بمزيد من الإسرائيليين لمغادرة البلاد، خاصة في ظل تجاهل الحكومة لتداعيات حرب تعتبر الأطول والأغلى في تاريخ إسرائيل.