كوريا الجنوبية وجارتها على حافة حرب بسبب طيارات مجهولة: إزاي كادت تشعل شبه الجزيرة؟

كوريا الجنوبية وجارتها على حافة حرب بسبب طيارات مجهولة: إزاي كادت تشعل شبه الجزيرة؟

في تطور مثير للأحداث، كشفت مذكرات حديثة حصل عليها الادعاء في كوريا الجنوبية عن أزمة سياسية وأمنية قد تكون من أخطر الأزمات التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة، الوثائق تشير إلى خطط مزعومة للرئيس السابق يون سوك يول ومسؤولين دفاعيين كبار لاستفزاز الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون عبر عمليات سرية باستخدام الطائرات المسيرة.

خطط سرية ومزاعم مثيرة

تظهر هذه المزاعم، التي تم الكشف عنها بعد العثور على ملاحظات حساسة في هاتف مسؤول دفاعي رفيع، صورة صادمة لمحاولات خلق “وضع غير مستقر” قد يبرر إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية، وبحسب الادعاء، فإن الطائرات المسيرة التي اخترقت سماء بيونغ يانغ في أكتوبر الماضي لم تكن مجرد حوادث عابرة بل جزء من خطة مدروسة تهدف إلى زعزعة استقرار النظام الكوري الشمالي من خلال إلقاء منشورات معادية لنظام كيم جونغ أون.

ردود فعل كوريا الشمالية

أثارت هذه الخطوة ردود فعل غاضبة من كيم يو جونغ، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي، التي أصدرت بيانًا ناريًا وقررت بيونغ يانغ قطع طرق وسكك حديدية باتجاه الجنوب، ورغم التصعيد، امتنعت كوريا الشمالية عن الرد عسكريًا، وهو ما اعتبره محللون لحظة فارقة منعت احتكاكًا كان يمكن أن يتحول إلى صراع مفتوح.

أهداف وخطط سرية

تشير المذكرات إلى أن كبار المسؤولين الأمنيين في حكومة يون ناقشوا تحديد مواقع حساسة داخل كوريا الشمالية لاستهدافها بالطائرات المسيرة، بما في ذلك العاصمة بيونغ يانغ والمنشآت النووية، وجاء في إحدى الملاحظات أن الهدف هو “استغلال فرصة العمر” عبر خلق توتر قد يؤدي إلى “أزمة أمن قومي”، وفي نهاية المطاف، كان الهدف دفع كوريا الشمالية إلى رد فعل عسكري ما يمكن يون من إعلان الأحكام العرفية، وهو ما حدث لاحقًا في ديسمبر قبل أن يتم إلغاء المرسوم من البرلمان في وقت قصير.

التداعيات والمستقبل

الآن، يواجه الرئيس السابق سلسلة من القضايا المثيرة للجدل، من ضمنها تهم تتعلق بالتمرد، حيث ينفي يون ومحاموه هذه الاتهامات ويصفون القضية بأنها “محاكمة منحازة”، لكن المدعين العامين يصرون على أن الأدلة التي عثروا عليها تقدم صورة واضحة عن مناقشات سرية وخطط ملموسة لتنفيذ هذه العمليات.

لم تقتصر تداعيات الأزمة على الداخل الكوري فقط، بل تزامنت مع أحاديث في الإدارة الأميركية حول إمكانية ترتيب لقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي خلال زيارة مرتقبة لآسيا، رغم أن بيونغ يانغ كانت قد رفضت محاولات سابقة للتواصل، ويشير المحللون إلى أن كوريا الجنوبية نجت من تصعيد خطير كان يمكن أن يؤدي إلى مواجهة مباشرة بين القوتين النوويتين في المنطقة.

بهذا، تكشف المذكرات عن سيناريو صادم كان يمكن أن يعيد التوتر في شبه الجزيرة الكورية إلى أخطر مستوياته منذ عقود، مما يضع علامات استفهام كبيرة حول مستقبل العلاقات بين الكوريتين.

Google News تابعوا آخر أخبار صوت العرب عبر Google News