تناولت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في عددها اليوم الأحد تصاعد لهجة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه فنزويلا، حيث أثارت تحركاته العسكرية قلقًا كبيرًا في العديد من دول أمريكا اللاتينية، حيث بدأت هذه الدول تشعر بتداعيات نهج ترامب الذي يعتمد على التعاملات التجارية مع المنطقة، مما أدى إلى استفادة بعض الدول بينما أعاد آخرون إلى ذكريات التدخل الأمريكي التاريخية.

تأجيل قمة الأمريكتين

في الأسبوع الماضي، بعد أن أعلن ترامب عدم نيته الحضور، قررت جمهورية الدومينيكان تأجيل قمة الأمريكتين، التي تجمع قادة دول نصف الكرة الغربي كل ثلاث سنوات لمناقشة القضايا المشتركة، حيث أشارت وزارة الخارجية إلى أن “الانقسامات العميقة” تعرقل الحوار الفعال، وستتم إعادة جدولة الاجتماع الذي كان مقررًا في ديسمبر.

أزمة دبلوماسية متفاقمة

رغم غياب ترامب، فإن سياساته لا تزال تؤثر بشكل كبير على العلاقات بين حكومات أمريكا اللاتينية، إذ تسببت سياسته القائمة على تقديم امتيازات لمن يتعاون ومعاقبة من ينتقده في تفاقم الفجوة بين هذه الحكومات، حيث وصف مسؤول كبير في المنطقة القمة بأنها “لا تُهيئ لعقد اجتماع ودّي” بسبب التوترات السائدة.

من جهة أخرى، أرسل ترامب أسطولًا متزايدًا من السفن الحربية وآلاف الجنود إلى منطقة البحر الكاريبي لمواجهة تهريب المخدرات، مما أثار قلق العديد من القادة في المنطقة الذين يرون في ذلك عودة لتاريخ التدخل الأمريكي، حيث تتردد أصداء ذكريات الغزو والاحتلال في أذهانهم.

استراتيجية الأمن القومي الجديدة

بينما ينتظر الكثيرون في المنطقة استراتيجية الإدارة الأمريكية للأمن القومي، قد تتجه السياسة الأمريكية نحو تعزيز الوجود العسكري بشكل أكبر في المنطقة، حيث تم الإعلان عن خطط لإنشاء قاعدة جوية في الإكوادور وإعادة فتح قاعدة بحرية في بورتوريكو، مما يزيد من قلق العديد من القادة الإقليميين.

في الوقت ذاته، تتزايد المكافآت للدول التي تتفق مع واشنطن، حيث حصل الرئيس الأرجنتيني على دعم نقدي بينما وقعت باراجواي اتفاقيات لاستقبال طالبي اللجوء، مما يبرز كيف يمكن أن تؤثر السياسة الأمريكية على العلاقات الإقليمية.

وفي ختام التقرير، يبقى السؤال حول كيفية تطبيق هذه السياسات الجديدة وما إذا كانت ستؤدي إلى مزيد من التعاون أو مزيد من التوتر في العلاقات بين أمريكا اللاتينية والولايات المتحدة.