في حدث أثري جديد ومثير، أعلنت البعثة الفرنسية التي تعمل في منطقة آثار صان الحجر بمحافظة الشرقية، برئاسة الدكتور فريدريك بيريدو من جامعة السوربون، عن اكتشاف مذهل داخل إحدى المقابر الملكية الشهيرة، وهو اكتشاف يضيف بُعدًا جديدًا لفهم تاريخ مصر القديمة، فهذه المنطقة تعود شهرتها إلى اكتشاف كنوز تانيس في عام 1939 والتي تعرض حاليًا في المتحف المصري بالتحرير.
225 تمثالًا من الأوشابتي للملك شوشنق الثالث
خلال أعمال التنظيف الأثري في الغرفة الشمالية بمقبرة الملك أوسركون الثاني من الأسرة 22، تم العثور على مجموعة كبيرة تضم 225 تمثالًا جنائزيًا (أوشابتي) للملك شوشنق الثالث، وهو أحد أبرز ملوك هذه الأسرة المعروفة بإسهاماتها المعمارية في مدينة تانيس، وقد وُجدت هذه التماثيل في وضعها الأصلي تحت طبقات من الطمي، بجوار تابوت جرانيتي غير منقوش كان قد عُثر عليه من قبل.
الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أكد أن هذا الكشف يمثل خطوة هامة في فهم تاريخ الدفن الملكي، حيث تشير الأدلة إلى أن التابوت قد يعود للملك شوشنق الثالث، مما يفتح المجال لدراسات جديدة حول طبيعة الدفن في تلك الفترة، وما إذا كان الملك قد دُفن فعليًا داخل مقبرة أوسركون الثاني أو إذا كانت مقتنياته قد نُقلت لحمايتها.
التعاون بين البعثة الفرنسية والمصرية
هذا الاكتشاف يعكس أيضًا التعاون المثمر بين البعثة الفرنسية والجانب المصري، ويظهر أن موقع تانيس لا يزال يحمل أسرارًا لم تُكتشف بعد، مما يستدعي مواصلة أعمال الحفائر والترميم لتسليط الضوء على هذه الحقبة التاريخية المهمة، كما أشار الأستاذ محمد عبد البديع رئيس قطاع الآثار المصرية إلى أن البعثة تمكنت من كشف نقوش جديدة داخل الغرفة نفسها، مما يعزز من فهم الباحثين لأساليب الدفن في تلك الفترة.
الدكتور هشام حسين، رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري، أوضح أن البعثة تعمل في الموقع منذ عام 1929، وتهدف إلى دراسة وترميم هذا الموقع الملكي المهم، كما أن الكشف الجديد يأتي ضمن مشروع شامل لحماية المقبرة الملكية، والذي يتضمن إنشاء مظلة حديثة فوق المقابر وأعمال تنظيف للمعالم المعمارية.
الدكتور فريدريك بيريدو أكد أن المرحلة القادمة ستشهد دراسات دقيقة للنقوش الجديدة المكتشفة، بالإضافة إلى استكمال أعمال التنظيف، مما قد يكشف المزيد عن ظروف دفن الملك شوشنق الثالث، ولا يزال هناك الكثير من العمل للقيام به للإجابة على الأسئلة المحيطة بهذا الاكتشاف.



