احتفلت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم بمرور ١٧ قرنًا على انعقاد مجمع نيقية، حيث شهدت الساحة الخارجية للكاتدرائية فعاليات اليوم الثالث من الاحتفالات بحضور عدد كبير من ممثلي الكنائس المختلفة، إلى جانب العديد من الآباء والأساقفة و١٥٠٠ من أبناء الكنيسة، مما جعل الأجواء مليئة بالروحانية والمحبة.
أجواء الاحتفالية
تضمن اليوم الثالث من الاحتفالات كلمة من نيافة الأنبا يوأنس أسقف أسيوط، حيث هنأ قداسة البابا بمناسبة عيد تجليسه، وتحدث عن فضائل قداسته مستندًا إلى الآية “احملوا نيري عليكم وتعلموا مني”. كما تم عرض فيلم بعنوان “الصخرة” بمشاركة عدة كورالات من مختلف المناطق، مما أضفى جوًا من البهجة والإبداع على الاحتفالية.
وفي كلمة ختامية، أشار قداسة البابا إلى أهمية هذه الاحتفالية في إبراز التاريخ المسيحي، مؤكدًا على الروابط القوية التي تجمع أبناء الكنيسة على أرض مصر، التي تحتضن تاريخًا غنيًا وملهمًا. وشدد على أهمية مجمع نيقية كحدث تاريخي يعكس الإيمان والمحبة التي تجمعهم، معبرًا عن شكره لكل المشاركين الذين ساهموا في إنجاح هذه الفعاليات.
دروس من التاريخ
تحدث قداسة البابا عن الدروس المستفادة من مجمع نيقية، مثل أهمية التلمذة والحوار، حيث أظهر كيف أن القديس أثناسيوس كان نموذجًا يُحتذى به في التعلّم والنمو الروحي، كما أكد على أن الحوار هو السبيل لحل المشكلات، بعيدًا عن الخلافات والصراعات. هذه الدروس تعكس كيف يمكن للكنيسة أن تسير بخطى ثابتة نحو المستقبل، محافظين على الإيمان والقيم المسيحية التي ورثناها عن الآباء.
إن الاحتفالات بمجمع نيقية ليست مجرد ذكرى، بل هي تجسيد للروح المسيحية التي نعيشها يوميًا، وهي دعوة لنا جميعًا للحفاظ على هذه الوديعة وعيشها في حياتنا اليومية، لنستمر في نقلها للأجيال القادمة، ولتبقى كنيستنا القبطية الأرثوذكسية منارة للإيمان والمحبة في كل زمان ومكان.
البابا تواضروس يحضر اليوم الثالث لاحتفالات نيقية 3">
تعليقات