كشف تحقيق شامل أجرته قناة “إيران إنترناشونال” عن وجود وحدة سرية تُعرف بـ “القسم 40” تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني، والتي كانت تقوم بتعقب إسرائيليين داخل تركيا وخارجها، بهدف دعم عمليات إرهابية مخططة ضدهم، حيث أظهر التحقيق أن هذه الوحدة نفذت اختراقات واسعة شملت عيادات تجميل في إسطنبول يرتادها إسرائيليون، بالإضافة إلى اختراق هواتفهم المحمولة ومراقبتهم عبر مجموعات على “فيسبوك” لتحديد أماكن إقامتهم وتحركاتهم، وقد استخدمت أسماء عمليات مثل “القط الساحر” و”عصا موسى” و”فأس إبراهيم”.

قيادة الوحدة

يتولى قيادة هذه الوحدة عباس رحروي، الذي يشرف على فريق من حوالي 60 عنصراً من الرجال والنساء، مكلفين بتنفيذ هجمات سيبرانية وجمع معلومات استخباراتية، ودعم عمليات التأثير والحرب النفسية لصالح الحرس الثوري، وقد كان للقسم 40 دور محوري في إحباط الموساد عام 2022 لعمليات اغتيال وخطف استهدفت إسرائيليين في إسطنبول، حيث تدخل عملاء الاستخبارات الإسرائيلية في اللحظات الأخيرة لإنقاذ المستهدفين.

الاختراقات ونشاطات أخرى

أظهرت التحقيقات أيضاً أن المجموعة قامت باختراق قواعد بيانات حكومية وشركات طيران عربية، مثل شرطة أبوظبي و”فلاي دبي” و”مصر للطيران”، بالإضافة إلى أنظمة في تركيا والسعودية، بهدف تتبع المسافرين، وكشفت الوثائق المسربة التي نشرها فريق يُعرف باسم “محطمو القطط” على منصة “GitHub” عن إنشاء الوحدة لقاعدة بيانات سرية تُسمى “كاشف”، والتي تمكنها من ربط المعلومات الشخصية ببيانات السفر وسجلات الهواتف، كما حاولت تجنيد إسرائيليين وإدارة عمليات تأثير داخلية.

تؤكد التحقيقات أن “القسم 40” طوّر طائرات مسيّرة انتحارية متفجرة لاستخدامها في مهام خارجية، ويصف التقرير هذا الكشف بأنه ضربة قاسية للحرس الثوري الإيراني، بعد أن تم الكشف عن هيكل وحدة سيبرانية شاركت لسنوات في عمليات تجسس وهجمات إلكترونية استهدفت إسرائيليين ويهوداً في عدة دول.