بي بي سي بتعاني من خسائر كبيرة.. أكتر من 1.1 مليار جنيه إسترليني خلال السنة

كشف تقرير حديث من لجنة الحسابات العامة في البرلمان البريطاني عن خسائر كبيرة لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، حيث فقدت أكثر من 1.1 مليار جنيه إسترليني في العام الماضي، وهذا يأتي في وقت يبتعد فيه الكثير من الأسر عن دفع رسوم الترخيص السنوية التي تصل إلى 174.50 جنيهًا، حيث أشار التقرير إلى أن واحدًا من كل ثمانية منازل في بريطانيا لم يعد يدفع هذه الرسوم، مما يعني أن 3.6 مليون أسرة لم تحصل على الترخيص لأنها لا تشعر بالحاجة إليه، وهذا يمثل زيادة قدرها 300 ألف أسرة مقارنة بالعام الماضي، مما يعني خسارة محتملة تصل إلى 617 مليون جنيه إذا كانت تلك الأسر قد قامت بدفع الرسوم كما ينبغي.

فضائح تلاحق الهيئة

تترافق هذه الخسائر مع موجة من الانتقادات التي تعرضت لها “بي بي سي” في الأشهر الأخيرة، وكان آخرها أزمة برنامج “بانوراما” التي تضمنت تعديلًا في مقطع من خطاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مما أثار جدلاً واسعًا حول مصداقية الهيئة، وقد أدت هذه الفضيحة إلى استقالة المدير العام “تيم ديفي” الذي شهد أمام لجنة الحسابات العامة في البرلمان أثناء إعداد التقرير.

تراجع في تنفيذ القوانين

على الرغم من أن “بي بي سي” زادت من زياراتها للمنازل غير المرخصة بنسبة 50%، إلا أن ذلك لم يُترجم إلى زيادة في مبيعات التراخيص أو في عدد القضايا المرفوعة، حيث أظهر التقرير أن الملاحقات القضائية انخفضت بنسبة 17% مقارنة بالعام الماضي، وهذا يشير إلى تراجع مستمر منذ عام 2017، مما يثير القلق من أن ضعف إنفاذ القوانين قد يؤدي إلى تشكيك الملتزمين بالدفع في عدالة النظام.

تحديات في الرقمنة وجذب الجمهور

أشارت اللجنة إلى أن “بي بي سي” لم تستفد بما فيه الكفاية من التحول الرقمي لنظام الترخيص، حيث لا يزال 40% من الأسر تعتمد على التراخيص الورقية دون خطة واضحة لتعزيز التعامل الرقمي، كما حذرت من أن قدرة “بي بي سي” على تلبية احتياجات جميع الفئات قد تكون مهددة، حيث يفضل الشباب منصات رقمية بديلة، بينما يشعر كبار السن أو ذوو الاتصال المحدود بالإنترنت أنهم مستبعدون من استراتيجية “الأولوية للرقمي”.