تشهد كوبا في الوقت الحالي تفشي فيروس شيكونجونيا، في ظل أزمة اقتصادية خانقة تعاني منها البلاد بسبب نقص المياه والغذاء والوقود والأدوية، حيث تُعتبر هذه الأزمة الأسوأ منذ عقود، مما يجعل الأوضاع أكثر تعقيدًا للسكان الذين يواجهون صعوبات كبيرة في الحصول على العلاج والراحة.

التحديات الصحية

المرض، رغم أنه ليس مميتًا، إلا أنه يُسبب آلامًا شديدة مثل الحمى وآلام المفاصل، مما يؤثر بشكل كبير على حياة الناس اليومية، ولعل أبرز تلك الشهادات جاءت من بيلار ألكانتارا، التي تعاني من آلام حادة ولا تستطيع حتى المشي، حيث تعيش بمفردها في هافانا القديمة، ويعاني الكثيرون مثلها من غياب الأدوية الأساسية اللازمة لتخفيف الأعراض.

الفيروس ظهر لأول مرة في مقاطعة ماتانزاس في يوليو الماضي، والآن انتشر في جميع أنحاء كوبا، حيث تشير التقارير إلى أن أكثر من 47 ألف حالة تم تسجيلها خلال الأسبوع الماضي فقط، وهذا يعكس تدهور الوضع الصحي في البلاد.

نقص الأدوية والموارد

في ظل العقوبات الأمريكية وتداعيات جائحة كوفيد-19، انخفضت الخدمات الطبية بشكل حاد، مما أدى إلى تفشي الفيروس بشكل أسرع، حيث لا يجد المرضى حتى الأدوية الأساسية مثل الباراسيتامول، مما يضطرهم لتحمل الأعراض دون علاج، كما تشكو فيديلا فريري من عدم توفر الدجاج في الأسواق، مما يزيد من معاناتها مع المرض.

الوضع في شرق كوبا أيضًا يزداد سوءًا بعد إعصار ميليسا الذي دمر العديد من العيادات، مما يزيد من الأعباء على نظام صحي مثقل بالأزمات، ورغم أن كوبا معروفة بخبرتها الطبية، إلا أن نقص الموارد جعلها تواجه تحديات غير مسبوقة في مكافحة الأوبئة.