خطة الـ28 بند.. تهديد أمريكي غير مباشر يخلي أوكرانيا قرب الانهيار

خطة الـ28 بند.. تهديد أمريكي غير مباشر يخلي أوكرانيا قرب الانهيار

في خطوة تحمل أبعادًا سياسية وعسكرية، قدمت الولايات المتحدة وروسيا خطة جديدة تتكون من 28 بندًا، مع تحذيرات ضمنية كييف بأن عدم قبولها قد يؤدي إلى فقدان الدعم الغربي، حيث أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى ضرورة استجابة زيلينسكي لهذه الخطة في ظل الأوضاع الصعبة التي تواجهها أوكرانيا، والتي تعاني من نقص في الجنود والموارد، وأزمات داخلية تؤثر على ثقة الشعب في قيادته، ما قد يهدد قدرتها على الصمود في وجه التحديات العسكرية الحالية.

على الجانب الآخر، تظل أوروبا الممول الأبرز لأوكرانيا، حيث خصصت حوالي 40 مليار دولار من المساعدات العسكرية منذ بداية الحرب حتى يونيو 2025، متجاوزة بذلك الولايات المتحدة، ورغم حاجة أوكرانيا الماسة للدعم الأمريكي، إلا أن زيلينسكي يواجه صعوبة في الحصول على المزيد من الصواريخ، مما يزيد من تعقيد الوضع العسكري الأوكراني، ولكن قد تسمح الولايات المتحدة لحلفائها الأوروبيين بمواصلة دعمهم حتى في حال توقفت عن تقديم المساعدات المباشرة.

واشنطن تتخذ موقفًا صارمًا

الولايات المتحدة أبدت استعدادًا أكبر لبيع الأسلحة من خلال صندوق أوروبي يعرف بقائمة الأولويات الأوكرانية بقيمة تقارب 90 مليار دولار، إلا أنها قد تتخذ موقفًا قاسيًا تجاه كييف إذا لم توافق على الخطة المطروحة، ورغم ذلك، استطاعت أوكرانيا بناء صناعة قوية للمسيّرات والصواريخ، حيث يُعتقد أن 90% من المسيرات المستخدمة حاليًا تم تصنيعها محليًا، مما يعكس قدرة البلاد على الاعتماد على نفسها في بعض المجالات العسكرية.

تحديات التعاون الاستخباراتي

في مارس الماضي، أوقفت الولايات المتحدة مشاركة المعلومات الاستخباراتية مع كييف لفترة مؤقتة بعد لقاء ترامب وزيلينسكي، ورغم عدم الكشف عن التفاصيل الرسمية، إلا أن التعاون يشمل على الأرجح معلومات مهمة مثل الإنذارات المبكرة من الهجمات الروسية وتحليل تحركات القوات، وهو ما يُعتبر حيويًا في ظل تقدم القوات الروسية على عدة جبهات.

وفي أكتوبر، أقر زيلينسكي بأن قوات الدفاع الجوي ستكون محدودة الفاعلية بدون المعلومات الاستخباراتية الأمريكية، حيث تعتمد أوكرانيا بشكل كبير على هذه المعلومات في تنفيذ ضربات داخل العمق الروسي، ومع ذلك، يبذل الأوروبيون جهودًا لتحسين قدراتهم الاستخباراتية، إلا أن تطوير هذه الشبكات يتطلب وقتًا طويلًا وموارد كبيرة، في حين تعاني أوكرانيا من أزمة كبيرة في الموارد البشرية، حيث فرّ العديد من الجنود خلال الأشهر الماضية، مما يؤثر سلبًا على قدرتها على مواجهة التحديات.

أزمة حقيقية في أوكرانيا

تشير التقديرات العسكرية إلى أن أزمة القوى البشرية أصبحت أكثر خطورة من نقص الأسلحة، حيث تتلاشى قدرة أوكرانيا على تعويض خسائرها في الخطوط الأمامية، وتزداد حالات الهروب من الخدمة، مما يخلق حالة من الإحباط في المجتمع الأوكراني، ويقلل من الثقة في قدرة الدولة على إدارة الحرب في ظل الفضائح السياسية المستمرة.

في ظل هذه الظروف المعقدة، تبدو الخطة الأمريكية الروسية اختبارًا حقيقيًا لمستقبل أوكرانيا، حيث يتجاوز تأثيرها الحدود العسكرية ليطال العلاقات الدولية التي تعتمد عليها كييف، وقبول الخطة يعني الرضوخ لبعض الشروط الروسية، بينما رفضها قد يؤدي إلى خسارة أحد أبرز حلفائها، مما يضع أوكرانيا أمام مفترق طرق قد يحدد مصيرها في المستقبل القريب.

Google News تابعوا آخر أخبار صوت العرب عبر Google News