أصدرت دائرة عقيدة الإيمان بالفاتيكان مذكرة جديدة بعنوان “جسد واحد.. ثناء على الأحادية الزوجية” حيث أكدت أن الزواج المسيحي يقوم على وحدة قوية بين الرجل والمرأة، وتعبر عن انتماء متبادل وعطاء كامل داخل علاقة حصرية تحترم كرامة كل طرف، تسعى الوثيقة إلى تقديم رؤية إيجابية لجمال سر الزواج، مشيرة إلى أن الحب الحقيقي يفقد معناه عندما يتوزع بين أكثر من شخص.
إلتزام أبدي
توضح الوثيقة أن العطاء الكامل يتحقق فقط من خلال ارتباط ثنائي يلتزم فيه كل طرف بالآخر بشكل نهائي وأبدي، وأصدرت هذه المذكرة استجابة لثلاثة دوافع رئيسية منها التحديات الأخلاقية المعاصرة المرتبطة بالتطور التكنولوجي والنقاشات حول تعدد الزوجات، بالإضافة إلى انتشار العلاقات غير الأحادية في المجتمعات الغربية، ورغم أن الوثيقة موجهة للأساقفة، إلا أنها تعتبر مرجعًا للشباب والمخطوبين والمتزوجين لإعادة اكتشاف عمق هذا السر.
تؤكد المذكرة على عنصرين أساسيين في الزواج المسيحي، وهما الانتماء المتبادل القائم على الحرية والاحترام، والمحبة الزوجية التي تُعتبر “أعظم صداقة” تنمو من خلال هبة الذات دون فقدان الهوية، كما ترفض الوثيقة أي شكل من أشكال العنف أو التملك أو الضغط النفسي في العلاقات، مشددة على أن هذه التصرفات تتعارض مع جوهر الحب المسيحي.
تحذر المذكرة أيضًا من ثقافة الفردانية والاستهلاك التي تروج لصورة سطحية عن الحب، داعية إلى تربية جديدة تركز على معنى الحب والمسؤولية، واستشهدت بالكتاب المقدس وآباء الكنيسة لتوضيح أن سر الزواج يتجسد في حقيقة “نحن الاثنان”، مما يعكس دعوة الفاتيكان للأحادية الزوجية كاستجابة لنداء حب شامل يسعى لتحقيق الذات في علاقة ثابتة ووفية.
تعليقات