في حادث مأساوي، ارتفعت حصيلة ضحايا حريق هائل في مجمع سكني بهونغ كونغ إلى 55 شخصاً، مما يجعل هذه الكارثة واحدة من أسوأ الكوارث التي شهدتها المدينة على مدار عقود طويلة، حيث اندلعت النيران في مجمع Wang Fuk Court، الذي يضم ثمانية أبراج سكنية ويعيش فيه أكثر من أربعة آلاف شخص، العديد منهم من كبار السن، ومع استمرار جهود الإطفاء، لا يزال هناك مئات من المفقودين وسط مشاهد مؤلمة من الحزن والصدمة.
أسباب الحريق والاحتياطات المفقودة
توقيف ثلاثة رجال من مديري شركة إنشاءات ومستشار للاشتباه في ارتكابهم جريمة القتل غير العمد بسبب الإهمال الجسيم، حيث عثرت فرق الإطفاء على ألواح بوليسترين شديدة الاشتعال تسد نوافذ بعض الشقق، بالإضافة إلى مواد بلاستيكية وشبكات حماية غير مطابقة لمعايير السلامة، مما ساعد على انتشار النيران بسرعة كبيرة، وقد صرح مدير خدمات الإطفاء أن وجود هذه المواد كان غير اعتيادي، مما دفع السلطات لفتح تحقيق جنائي شامل.
تأثير الحادث على السكان
قال رئيس السلطة التنفيذية في هونغ كونغ، جون لي، إن حوالي 279 شخصاً ما زالوا غير قابلين للتواصل مع ذويهم، بينما تم إجلاء أكثر من 700 ساكن إلى مراكز إيواء مؤقتة، ورصدت الكاميرات مشاهد لناجين ينامون على الأرض في ظروف قاسية، فيما نعى المسؤولون رجل إطفاء توفي أثناء عمليات الإنقاذ، وهو ما زاد من حدة المشاعر وسط المجتمع.
تواصل فرق الطوارئ جهودها لإخماد النيران والبحث عن ناجين، ولا تزال الأسباب الدقيقة لاندلاع الحريق مجهولة، بينما تتزايد الدعوات إلى ضرورة تعزيز معايير السلامة في المباني للحيلولة دون تكرار مثل هذه المآسي في المستقبل، ويظل الأمل معقوداً على أن تسفر جهود رجال الإطفاء عن إنقاذ المزيد من الأرواح في هذه الكارثة الأليمة.



تعليقات