عشرات القتلى والمفقودين في أسوأ حريق في هونغ كونغ من 70 سنة

في واحدة من أسوأ الكوارث التي شهدتها هونغ كونغ منذ عقود، ارتفعت حصيلة ضحايا حريق ضخم في مجمع سكني إلى 94 قتيلاً، بينما لا يزال عشرات آخرون في عداد المفقودين، حيث أعلنت السلطات أن عمليات البحث والإنقاذ بالقرب من المجمع السكني المعروف باسم “وانج فوك كورت” في منطقة تاي بو، اقتربت من نهايتها، بعد أن استمرت النيران مشتعلة لأكثر من 24 ساعة، مما أدى إلى استنفار فرق الإطفاء لإنقاذ المحاصرين.
جهود إنقاذ مكثفة
قال نائب مدير خدمات الإطفاء في هونغ كونغ، ديريك أرمسترونغ تشان، إن فرق الإنقاذ تعمل على فحص جميع الوحدات في الأبراج السبعة للتأكد من عدم وجود ضحايا آخرين، وأشار إلى أن الأولوية كانت للشقق التي تلقت منها أكثر من 20 نداء استغاثة أثناء الحريق، لكن الفرق لم تتمكن من الوصول إليها في الوقت المناسب، وبدأت العائلات تتوافد إلى مراكز مجتمعية قريبة للتعرف على الضحايا الذين تم انتشالهم من المباني المحترقة، رغم أن السلطات لم تعلن سوى عن عدد محدود من الأسماء.
أسباب الحريق
تشير التحقيقات الأولية إلى أن مواد شديدة الاشتعال، مثل السقالات المصنوعة من الخيزران وغطاء شبكي أخضر، قد ساهمت بشكل كبير في انتشار النيران، كما تم استخدام مواد ستايروفوم شديدة الاشتعال في تغطية نوافذ المصاعد، وقد اعتقلت الشرطة ثلاثة أشخاص من شركة مقاولات تعمل في أعمال تجديد المبنى، ويجري التحقيق في مدى الالتزام بمعايير السلامة أثناء أعمال الصيانة.
ردود فعل غاضبة
أثار الحريق ردود فعل غاضبة في هونغ كونغ، حيث اعتبر الأكثر دموية منذ أكثر من 70 عامًا، ودعا خبراء السلامة المهنية إلى ضرورة تعديل القوانين الحالية، التي لا تلزم قطاع البناء باستخدام مواد مقاومة للهب بشكل قانوني، بل تكتفي بإدراج الأمر في “مدونات ممارسة” غير ملزمة، مما يعكس الحاجة الملحة لتطبيق معايير أكثر صرامة لحماية الأرواح والممتلكات في المستقبل.


تعليقات