يترقب عشاق كرة القدم قرعة نهائيات كأس العالم 2026 بشغف، ولكن الأوضاع السياسية تتصاعد لتعيق بعض التحضيرات، حيث أعلن الاتحاد الإيراني لكرة القدم عن مقاطعة القرعة المقررة في العاصمة الأمريكية واشنطن، وذلك بسبب رفض السلطات الأمريكية منح تأشيرات دخول لعدد من أعضاء الوفد الإيراني، واعتبرت إيران هذا القرار “سياسياً بحتاً” بعيدا عن الرياضة، بينما تستعد الولايات المتحدة وكندا والمكسيك لاستضافة البطولة العالمية.
أزمات سابقة للمقاطعة في تاريخ كأس العالم
تاريخ كأس العالم مليء بالأزمات السياسية التي أثرت على مشاركات بعض المنتخبات، دعونا نتذكر بعض هذه الحالات التي تبرز كيف أن السياسة قد تعكر صفو الرياضة، ففي عام 1958 انسحبت مصر من تصفيات كأس العالم بسبب مشاركة إسرائيل، بينما تبعتها السودان لنفس السبب، كما رفضت إندونيسيا اللعب مع منتخب إسرائيل وانسحبت من التصفيات نفسها، وفي نفس العام انسحبت تركيا بسبب رفضها الانضمام إلى مجموعة تضم منتخبات من آسيا وأفريقيا.
حالات أخرى بارزة للمقاطعة
ومن بين الحالات الأخرى، انسحبت إريتريا من تصفيات كأس العالم 2026 بسبب مخاوف من هروب اللاعبين وطلبهم للجوء السياسي، كما قررت مجموعة من المنتخبات الأفريقية مقاطعة تصفيات كأس العالم 1966 احتجاجًا على قلة المقاعد المخصصة لأفريقيا، وفي تصفيات 1970، انسحبت كوريا الشمالية لرفضها اللعب في إسرائيل، بينما شهدت تصفيات 1974 مباراة دون خصم حيث رفض الاتحاد السوفييتي اللعب في تشيلي بعد الانقلاب العسكري هناك.
أيضًا، تأثرت مباريات كأس العالم في عام 1938 بانضمام النمسا إلى ألمانيا وقيامها بالانسحاب ككيان مستقل، لتتوالى الأزمات في تسعينيات القرن الماضي مع استبعاد المنتخبات اليوغسلافية بسبب العقوبات المفروضة نتيجة حروب البلقان، لتبقى كرة القدم شاهدة على كيف يمكن أن تتداخل السياسة مع الرياضة.
تعليقات