تسعى تركيا إلى مشاركة تجربتها الناجحة في تطوير قطاع الصحة مع الدول الشقيقة، حيث أكد صالح موتلو شين، سفير تركيا بالقاهرة، أن النموذج التركي يمكن أن يلهم الاستثمارات في مصر، التي تتمتع بمقومات مشابهة من حيث الكثافة السكانية والثقافة، ما يجعلها سوقًا واعدًا للتعاون في المجال الصحي.
تجربة تركيا في تطوير النظام الصحي
خلال القمة السنوية الثانية للاستثمار في الرعاية الصحية، أشار موتلو إلى أن التحول الكبير في النظام الصحي التركي بدأ منذ عام 2003 بدعم من القيادة السياسية، حيث كانت المستشفيات موزعة بين مؤسسات متعددة، مما أدى إلى صعوبة حصول المواطنين على الخدمات الصحية. وقد عملت الحكومة التركية على توحيد النظام الصحي تحت مظلة واحدة، مما ساهم في زيادة عدد المستشفيات الخاصة من 565 مستشفى عام 2003 إلى نحو 2000 مستشفى حاليًا.
الشراكات العامة والخاصة
تم إنشاء أكثر من 20 مستشفى متكاملًا في المدن الكبرى بنظام الشراكات العامة والخاصة، حيث تتيح هذه المستشفيات تقديم خدمات متكاملة تتراوح سعتها بين 3000 و5500 سرير مع ضمان عوائد مالية للمستثمرين. وقد أسهم هذا النموذج في تحقيق تغطية صحية شاملة لنحو 99% من السكان، وتحسين جودة الخدمات الطبية، ورفع مستوى البنية التحتية للمستشفيات العامة لتكون على مستوى التكنولوجيا الحديثة.
فرص التعاون مع مصر
أوضح السفير أن البيئة الاستثمارية في مصر أصبحت أكثر ملاءمة، مع تحسين إجراءات دخول وخروج المستثمرين وتوفير حوافز لدعم الشراكات بين القطاع الخاص المحلي والشركات التركية. كما أكد على أهمية العلاقات القوية بين تركيا ومصر، حيث يمثل القرب الجغرافي والتقارب الثقافي عناصر حاسمة لتسهيل التعاون الاستثماري.
الفرص المستقبلية في الرعاية الصحية
تبحث القمة في مستجدات المشروعات الجديدة وآليات تحفيز الاستثمار وسبل التعاون الدولي في استثمارات الرعاية الصحية، حيث يشارك فيها ممثلو الحكومة المصرية وسفراء دول أجنبية وقيادات الاستثمار في القطاع، مما يعكس اهتمامًا دوليًا متزايدًا بمجال الرعاية الصحية في المنطقة.
تعليقات