بريطانيا تفتح ملفات قديمة مؤلمة من أفغانستان بشكل هادئ

كشف ضابط بريطاني كبير سابق عن تفاصيل خطيرة تتعلق بجرائم حرب محتملة ارتكبتها قوات خاصة بريطانية في أفغانستان، حيث أشار إلى أن تلك القوات قامت بإعدام معتقلين خلال العمليات رغم علم القيادات العليا بتلك الانتهاكات، من دون اتخاذ أي إجراءات لمعالجتها، هذه التصريحات جاءت خلال لجنة تحقيق عامة أمرت بها وزارة الدفاع البريطانية بعد عرض فيلم وثائقي على “بي بي سي” كشف عن ممارسات مريبة للقوات الجوية الخاصة (SAS) التي يُزعم أنها قتلت 54 شخصًا في ظروف غامضة خلال الحرب في أفغانستان قبل أكثر من عشرة أعوام.
تحقيقات سابقة بلا نتيجة
كانت هناك تحقيقات سابقة من قبل الشرطة العسكرية البريطانية تتعلق بسلوك القوات في أفغانستان، لكن وزارة الدفاع أعلنت أنها لم تتوصل إلى أدلة كافية لملاحقات قضائية، اللجنة الحالية تهدف إلى تحديد ما إذا كانت هناك معلومات موثوقة حول عمليات قتل خارج القانون، وما إذا كانت التحقيقات السابقة قد أجريت بشكل مهني، وأيضًا إذا ما كان هناك تستر على تلك العمليات.
شهادة الضابط “N1466”
خلال الجلسات السابقة، أعرب جنود عن مخاوفهم بشأن وحدة فرعية تُعرف باسم UKSF1، حيث أشار أحدهم إلى أن أفرادها كانوا يقتلون جميع الذكور في سن القتال خلال المداهمات، وفي شهادة جديدة، قال ضابط سابق يشار إليه بالرمز N1466 إنه بدأ يشك في العدد الكبير من المعتقلين الذين قتلوا أثناء عمليات هذه الوحدة، حيث أظهرت مراجعاته أن عدد القتلى يفوق بكثير الأسلحة المضبوطة، واعتبر أن الروايات المتكررة حول مقاومة المعتقلين كانت غير مقنعة، وأكد أن تلك الممارسات لم تكن محدودة بل كانت معروفة لعدد من أفراد القوات الخاصة.
إحباط داخل الوحدات
تظهر الشهادات أيضًا حالة من الإحباط بين الضباط بسبب إطلاق سراح بعض المعتقلين بعد أيام من القبض عليهم، في ظل عدم قدرة النظام القضائي الأفغاني على التعامل مع القضايا المعقدة، وأشار الضابط N1466 إلى أن تصرفات بعض الجنود كانت بعيدة تمامًا عن تقاليد الوحدة، مؤكدًا أنه لا يسعى للانتقام بل لقول الحقيقة.
التحقيق مستمر
تستمر لجنة التحقيق في عملها، ومن المتوقع أن تقدم المزيد من الشهادات والوثائق في الأشهر المقبلة لتحديد المسؤوليات القانونية والقيادية في تلك الانتهاكات.


تعليقات