واشنطن بتحاول تهدي الأوضاع… لكن المواجهة الكبيرة مع الكرملين لسه جاية

واشنطن بتحاول تهدي الأوضاع… لكن المواجهة الكبيرة مع الكرملين لسه جاية

تطورات جديدة في محادثات السلام الأوكرانية

تسعى الدبلوماسية الأميركية لإيجاد مخرج من الحرب المعقدة في أوكرانيا، حيث أعلنت واشنطن عن تقدم في محادثات غير معلنة تهدف لإنهاء النزاع القائم منذ سنوات، هذا الإعلان جاء بعد فترة طويلة من الجمود الدبلوماسي مما أثار تساؤلات حول مدى جدية هذا التقدم، وهل يعكس تغييرًا حقيقيًا في موقف روسيا أم مجرد محاولة أميركية لتجديد الاتصالات، يبقى التحدي الأكبر هنا: هل ستسمح موسكو لواشنطن بتجربة هذا المسار؟

استراتيجية واشنطن: التفاؤل الحذر

منذ بداية النزاع، اتبعت الولايات المتحدة استراتيجية مزدوجة تجمع بين دعم أوكرانيا عسكريًا واقتصاديًا، مع فتح قنوات للتواصل مع موسكو، الإعلان عن “تقدم” في المحادثات يشير إلى إمكانية تحقيق اختراق في الملفات المعقدة مثل مستقبل الأراضي التي تحتلها روسيا، لكن واشنطن تتحلى بالحذر، لأنها لا تريد أن تؤدي تصريحاتها إلى تصعيد الموقف.

موسكو: اختبار النوايا

الكرملين يتعامل مع رغبات واشنطن بحذر، حيث يرى أن أي محادثات يجب أن تتضمن اعترافًا عمليًا بالسيطرة الروسية على الأراضي، ويبدو أن موسكو تختبر نوايا الولايات المتحدة قبل أخذ الحديث عن “التقدم” على محمل الجد، وهذا التشكيك يعود إلى تجارب سابقة جعلت روسيا أكثر حذرًا تجاه أي تحرك دبلوماسي لا يتبعه تغيير واضح في سياسات الغرب.

الواقع الميداني يؤثر على الدبلوماسية

التقدم الدبلوماسي المحتمل مرتبط بشكل وثيق بالتطورات الميدانية، حيث أصبحت خطوط الاشتباك ثابتة مع تزايد الخسائر، هذه الظروف قد تفتح المجال لتفاوض واقعي، لكنها في الوقت نفسه تضع حدودًا لتحركات الطرفين، فروسيا لن تتراجع عن مكاسبها، وأوكرانيا لا يمكنها أن تظهر بمظهر المستسلم، مما يجعل الجولة المقبلة من المفاوضات واحدة من أصعب المراحل منذ بداية النزاع.

أوروبا: بين القلق والرغبة في السلام

التقدم الذي تتحدث عنه واشنطن يضع الدول الأوروبية في موقف حساس، فهي تعاني من تبعات الحرب الاقتصادية والسياسية، وترغب في إنهاء النزاع، لكنها تخشى من أن يؤدي أي تنازل إلى تعزيز قوة روسيا أو إضعاف أمنها الجماعي، ومع اقتراب فصل الشتاء، يتزايد الضغط على الحكومات الأوروبية لاتخاذ موقف واضح.

كييف: بين الحرب والتطلعات

أوكرانيا لا تستطيع تجاهل تصريحات واشنطن، لكنها تخشى من أن تؤدي المفاوضات إلى تسوية لا تحقق أهدافها، الرئيس الأوكراني يشعر بالضغط من الحرب التي تستنزف بلاده ومن الحلفاء الذين يتطلعون إلى نتائج ملموسة، مما يجعل الوضع معقدًا، فهي بحاجة إلى المفاوضات وتخشى نتائجها في نفس الوقت.

اختبار الدبلوماسية الأميركية

في النهاية، تقف الدبلوماسية الأميركية أمام اختبار حقيقي تفرضه موسكو، فإذا كان التقدم الذي تتحدث عنه واشنطن حقيقيًا، فإن المرحلة المقبلة ستشهد محادثات أعمق قد تؤدي إلى تفاهمات، أما إذا كان مجرد تفاؤل، فإن الكرملين سيستغل ذلك لإعادة تشكيل قواعد اللعبة، مما يجعل الأسابيع القادمة حاسمة في تحديد مسار الحرب سواء نحو السلام أو الاستمرار في النزاع.

Google News تابعوا آخر أخبار صوت العرب عبر Google News