السودان بيعرض لروسيا أول قاعدة بحرية ليها في أفريقيا، حسب وول ستريت جورنال

السودان بيعرض لروسيا أول قاعدة بحرية ليها في أفريقيا، حسب وول ستريت جورنال

في خطوة قد تغير ملامح التوازنات الجيوسياسية في المنطقة، أفادت مصادر سودانية أن الحكومة في الخرطوم عرضت على روسيا إنشاء أول قاعدة بحرية لها في أفريقيا على ساحل البحر الأحمر، وهذا التطور قد يساهم في إعادة تشكيل القوى في أحد أبرز الممرات التجارية البحرية بالعالم، حيث يتيح لروسيا موطئ قدم دائم يمكنها من إعادة التزود والتموين والإصلاح في موقع استراتيجي يربط بين آسيا وأوروبا، وفي حال تحقق الاتفاق، ستكون هذه القاعدة أول وجود بحري رسمي لروسيا في أفريقيا.

تحديات ومخاوف غربية

تعتبر العديد من الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، أن هذه القاعدة تمثل مكسبًا كبيرًا لموسكو، التي تحاول تعزيز نفوذها العسكري والاقتصادي في القارة، في ظل المنافسة القوية من الصين والضغط المستمر من واشنطن، حيث تخشى الولايات المتحدة من استخدام روسيا لهذه القاعدة لعرقلة حركة التجارة العالمية أو التأثير على وجودها البحري في البحر الأحمر، خاصة مع تصاعد التوترات في المنطقة.

البحر الأحمر… بؤرة المنافسات الدولية

يمثل الموقع المقترح للقاعدة الروسية تأثيرًا مباشرًا على أحد أهم الشرايين البحرية في العالم، حيث تمر عبره نسبة كبيرة من التجارة الدولية، ويقع بالقرب من مضيق باب المندب، الذي يعد نقطة استراتيجية حيوية، في الوقت الذي يشهد فيه الساحل الغربي للبحر الأحمر تنافسًا شديدًا بين قوى عالمية مثل الولايات المتحدة والصين وتركيا، بالإضافة إلى القوى الإقليمية، ورغم مناقشة السودان لمشروع القاعدة مع موسكو سابقًا، فإن الظروف الحالية قد تجعل الحكومة السودانية أكثر اعتمادًا على الدعم الخارجي، مما يفسر تجديد العرض الروسي، بينما لا تزال المحادثات جارية وقد تشمل حوافز اقتصادية وعسكرية، وفي حال تمت الصفقة، فإنها ستخلق تحولًا جديدًا في التوازنات البحرية الدولية، مما سيؤدي إلى ردود فعل غربية مكثفة، لا سيما من واشنطن التي تسعى لقطع الطريق على خصومها في إقامة موطئ قدم عسكري على الممرات البحرية الحيوية للقارة الأفريقية.

Google News تابعوا آخر أخبار صوت العرب عبر Google News