يلتقي اليوم المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، وصهره جاريد كوشنر، بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في محاولة لإيجاد طريقة لإنهاء النزاع المتصاعد في أوكرانيا، والذي يعد من أعنف الصراعات في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

محاولات للسلام وسط القلق الدولي

أعرب ترامب في تصريحات سابقة عن رغبته في إنهاء الحرب التي وصفها بأنها “حمام دم” و”حرب بالوكالة”، رغم أن جهوده لم تؤت ثمارها حتى الآن، بما في ذلك قمة مع بوتين في أغسطس الماضي. وقد تسربت بعض الأوراق مؤخرًا تتضمن مقترحات أمريكية للسلام، مما أثار قلق المسؤولين الأوكرانيين والأوروبيين الذين يخشون من أن هذه المقترحات قد ترضخ لمطالب موسكو، بما في ذلك السيطرة على جزء كبير من أوكرانيا.

في الوقت نفسه، قدمت القوى الأوروبية اقتراحًا مغايرًا للسلام، حيث أعلنت الولايات المتحدة وأوكرانيا عن “إطار سلام مُحدث” يسعى لإنهاء النزاع، مما يعكس التوترات المستمرة بين الأطراف المعنية.

بوتين يشدد على أهمية الحوار

قال بوتين إن المناقشات الجارية لا تتعلق بمسودة اتفاق محددة، بل بمجموعة من الاقتراحات التي قد تُشكل أساسًا لاتفاقيات مستقبلية. وأكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن الاجتماع مع ويتكوف سيُعقد في وقت لاحق من اليوم، لكنه لم يعلق على “الخطوط الحمراء” الروسية.

من جهته، أشار مسؤول في البيت الأبيض إلى أن كوشنر سينضم إلى ويتكوف في هذه الزيارة، حيث أكد بوتين استعداده لمواصلة الحديث عن السلام، لكنه حذر من أن القوات الروسية ستتقدم إذا رفضت أوكرانيا الاتفاق.

خسائر فادحة في النزاع

تشير تقارير إلى أن أكثر من 1.2 مليون رجل قُتلوا أو جُرحوا منذ بدء النزاع، دون أن تكشف أي من روسيا أو أوكرانيا عن خسائرهما بشكل واضح. ومع تصاعد القتال، تستمر القوات الروسية في السيطرة على مناطق جديدة في أوكرانيا، مما يزيد من تعقيد جهود السلام.

تتضمن المطالب الروسية الرئيسية تعهدًا بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، فضلاً عن فرض قيود على الجيش الأوكراني، والاعتراف بالسيطرة الروسية على عدة مناطق أوكرانية. بينما ترى أوكرانيا في هذه المطالب استسلامًا قد يفتح المجال لمزيد من الغزو الروسي في المستقبل.

في ختام حديثه، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على ضرورة إنهاء الحرب بشكل عادل، مشددًا على أن السلام يجب أن يكون مستدامًا ويضمن حقوق جميع الأطراف.