في خطوة مهمة نحو تعزيز حقوق المرأة في مصر، نظّم المجلس القومي للمرأة حوارًا موسعًا لمناقشة تأثير التكنولوجيا على النساء والتحديات التي تواجههن في ظل العنف الرقمي، حيث حضر اللقاء مجموعة من الخبيرات والأكاديميات اللاتي شاركن بأفكارهن ورؤاهن حول هذا الموضوع الحيوي.
تسليط الضوء على العنف السيبراني
بدأت الدكتورة ماريان عازر، عضو المجلس ومقرر لجنة البحث العلمي والتكنولوجيا والأمن السيبراني، بعرض أنواع العنف السيبراني وطرق استخدام التكنولوجيا في محاربة هذه الظاهرة، مشددة على أهمية وجود قوانين وتشريعات فعالة، وأشارت إلى دور الحملات التوعوية مثل فيلم “لأني رجل” في تغيير المفاهيم وتعزيز ثقافة احترام المرأة، مؤكدة أن التوعية والتعليم والإعلام هي الركائز الأساسية لحماية المرأة من أي شكل من أشكال العنف.
الآثار النفسية للعنف
في سياق متصل، تحدثت الدكتورة صفاء العراقي، أستاذة الطب النفسي، عن الآثار النفسية التي تنتج عن العنف ضد المرأة، موضحة أن الجروح النفسية قد تكون أكثر عمقًا وخطورة من الجروح الجسدية، لأنها قد تمر دون أن يلاحظها أحد رغم تأثيرها الكبير على الصحة النفسية.
مشاركة المجتمع في مواجهة العنف
أكدت الدكتورة شادية فهيم، عميدة كلية الآداب والإنسانيات، أن العنف ضد المرأة لا يقتصر على الجوانب الجسدية فقط، بل يشمل أيضًا الابتزاز النفسي واستغلال التكنولوجيا، مشددة على ضرورة تكاتف الجهود البحثية والأكاديمية لبناء مجتمع خالٍ من العنف، بينما أشارت الدكتورة نادية زخاري، وزيرة البحث العلمي السابقة، إلى أن مكافحة العنف ضد المرأة تحتاج إلى استراتيجية شاملة تتضمن الجوانب الشرطية والطبية والاجتماعية.
أهمية وحدات مناهضة العنف
خلال اللقاء، أكدت الدكتورة دينا شكري، أستاذة الطب الشرعي، على دور وحدات مناهضة العنف في الجامعات، حيث أنها تمثل خطوة هامة في التصدي لهذه الظاهرة، مشددة على أن العنف هو قضية مجتمعية وليست قضية فردية، وأن “الكدمات تزول، لكن الألم النفسي يبقى لفترة أطول”.
دعوة للتغيير
في نهاية اللقاء، تم التأكيد على أن التكنولوجيا يمكن أن تكون أداة للتمكين إذا تم استخدامها بشكل مسؤول، مع ضرورة الاستمرار في الحملات التوعوية ووضع السياسات التي تحمي المرأة وتعزز من حقوقها وكرامتها، حيث جاء اللقاء بحضور عدد من الأعضاء البارزين في المجلس القومي للمرأة، مما يدل على أهمية هذا الموضوع في الأجندة الوطنية.
تعليقات