تستعد أيرلندا لفتح تحقيق حول تواطؤ شركة مايكروسوفت مع الجيش الإسرائيلي، حيث يُزعم أن الشركة ساهمت في استهداف ومراقبة الفلسطينيين خلال العدوان الإسرائيلي على غزة الذي بدأ في السابع من أكتوبر 2023، ولقد قدمت منظمة حقوق الإنسان والمجلس الأيرلندي للحريات المدنية شكوى رسمية للجهات المسؤولة عن حماية البيانات في الاتحاد الأوروبي، في خطوة تهدف إلى محاسبة مايكروسوفت على دورها في هذه القضية الخطيرة.
مايكروسوفت تحت المجهر
هذا يأتي بعد تقارير صحيفة الجارديان التي نشرت في أغسطس، والتي كشفت بالتعاون مع مجلة +972 الإسرائيلية الفلسطينية، أن هناك كميات كبيرة من مكالمات الفلسطينيين تُخزن على خدمة مايكروسوفت السحابية “أزور”، كجزء من عملية مراقبة جماعية نفذها الجيش الإسرائيلي، ويدعي المجلس الأيرلندي للحريات المدنية أن هذه المعالجة للبيانات الشخصية ساهمت في ارتكاب الجيش الإسرائيلي لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
المقر الرئيسي الأوروبي لشركة مايكروسوفت يقع في أيرلندا، حيث صرح جو أوبراين، المدير التنفيذي لـ ICCL، بأن تقنيات مايكروسوفت عرضت حياة ملايين الفلسطينيين للخطر، مشيرًا إلى أن هذه ليست مجرد إخفاقات نظرية في حماية البيانات، بل هي قضايا ملحة تمس حياة الناس، وأكد أن اللجنة الأيرلندية لحماية البيانات يجب أن تتخذ إجراءات سريعة وحاسمة لمحاسبة مايكروسوفت.
التحقيقات ومخاطر المراقبة
كشفت وثائق مسربة استعرضتها صحيفة الجارديان أن الوحدة 8200، وهي وكالة التجسس العسكرية الإسرائيلية، بدأت محادثات منذ عام 2021 لنقل كميات هائلة من المعلومات الاستخباراتية الحساسة إلى خدمة مايكروسوفت السحابية، وقد أظهرت الوثائق كيف استخدمت الوحدة هذه الخدمة لتخزين أرشيف ضخم من الاتصالات الفلسطينية، مما سهل تنفيذ الغارات الجوية وغيرها من العمليات العسكرية.
ردًا على هذه المعلومات، أمرت مايكروسوفت بإجراء تحقيق خارجي حول علاقتها بالوحدة 8200، والذي أسفر عن نتائج أولية أدت إلى إلغاء وصول الوحدة لبعض خدمات التخزين السحابي، حيث يزعم المجلس الأيرلندي للحريات المدنية أن مايكروسوفت قدمت مكونات أساسية في نظام المراقبة العسكري الإسرائيلي، مما يتيح لجهاز الاستخبارات جمع وتحليل محتوى المكالمات الهاتفية للسكان الفلسطينيين.
تعليقات