في خطوة تهدف لتعزيز الثقة بين الحكومة والمستثمرين، أعلن الدكتور أحمد كجوك، وزير المالية، عن قرب إطلاق حزمة جديدة من التيسيرات للمستثمرين بحلول نهاية الشهر الجاري، هذه الحزمة تتضمن إجراءات متنوعة تهدف إلى تحسين بيئة الأعمال وجذب شركات جديدة إلى سوق المال، كما ستُطرح الاستراتيجية الضريبية متوسطة المدى قبل نهاية العام، تليها الاستراتيجية المالية في مارس المقبل، مما يتيح رؤية أوضح لمجتمع الأعمال حول السياسات الاقتصادية المستقبلية.
تعزيز الثقة مع المستثمرين
خلال فعاليات منتدى القاهرة الثاني، أكد كجوك أن الحكومة تسعى لتعزيز الثقة مع المستثمرين من خلال إشراك القطاع الخاص في صياغة السياسات المالية، وأوضح أن الاستقرار والشفافية هما مفتاحا الثقة في المرحلة المقبلة، مشيرًا إلى أن الفريق الاقتصادي يعمل بتناغم كبير، مما يسهم في تحسين فعالية السياسات وتحقيق نتائج أسرع.
الأداء الاقتصادي والإصلاحات
أشار كجوك إلى أن الحكومة لا تركز فقط على ضبط الأوضاع المالية، بل تسعى أيضًا لدعم الاقتصاد الحقيقي وتحفيز النمو، حيث شهد العام الماضي تحسنًا ملحوظًا في الإيرادات العامة، مع زيادة الضرائب بنسبة 36%، وهو أعلى معدل نمو منذ عام 2005، مما يعكس ثقة مجتمع الأعمال في السياسات الحكومية.
وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه الأسواق الناشئة، أوضح كجوك أن مصر تمثل نموذجًا واضحًا في هذا السياق، حيث انخفضت عوائد السندات المصرية في الأسواق الثانوية بنحو 300 إلى 400 نقطة أساس، مما يدل على ثقة المستثمرين في الإصلاحات الجارية، وأكد على أهمية جودة المعلومات التي تقدمها الحكومة للمستثمرين لبناء الثقة وتحسين صورة الاقتصاد المصري.
التعاون الاقتصادي مع أفريقيا
في سياق تعزيز التعاون الاقتصادي مع القارة الأفريقية، أكد كجوك أن أفريقيا أصبحت محورًا رئيسيًا في النقاشات الاستثمارية، مشيرًا إلى أن العديد من الشركات المصرية تقوم بمشاريع ضخمة في أفريقيا، مما يعكس قدرة مصر على المنافسة في السوق الأفريقية، ودعا الدول الأفريقية إلى اتباع نهج استباقي لجذب الاستثمارات بدلاً من الانتظار.
الأسواق الناشئة وتوقعات المستقبل
أكد الخبير إيهيزوجي بينيتي أن العالم يشهد تحولات جوهرية في الاقتصاد العالمي، مشيرًا إلى أن الأسواق أصبحت أقل خضوعًا للأيديولوجيا وأكثر تأثرًا بالعوامل الجيوسياسية، وأوضح أن الأسواق الناشئة، بما في ذلك مصر، قد تكون في وضع أفضل لتحقيق أداء متفوق خلال الفترة المقبلة، خاصة مع تراجع الدولار.
فيما يتعلق بأسعار الذهب، أشار وائل زيادة إلى أن الارتفاع الحالي في الأسعار يعكس عمليات شراء هيكلية ومضاربات مفرطة، مؤكدًا أن الأرقام تشير إلى أن أسعار الذهب قد تكون مبالغ فيها في ظل السيولة النقدية المتاحة عالميًا، مما يعني أنها قد تواجه مقاومة قوية عند هذه المستويات.
في الختام، أكد الدكتور فاروق سوسة أن البيئة العالمية الحالية إيجابية للأسواق الناشئة، مشيرًا إلى أن منطقة الشرق الأوسط تستفيد من إعادة توطين سلاسل التوريد وتراجع معدلات التضخم، مما يساهم في تحسين النمو الاقتصادي، وأشاد بمستوى الشفافية والحوار بين المسؤولين المصريين والمستثمرين، مؤكدًا أن التواصل الفعال ينعكس إيجابًا على ثقة الأسواق.

