في ظل التقلبات الاقتصادية الحالية وعدم اليقين الذي يسيطر على الأسواق، شهدت أسعار الذهب ارتفاعات ملحوظة على المستوى العالمي، ويرتبط هذا الارتفاع بانخفاض قيمة الدولار الأمريكي، وذلك خلال فعاليات اليوم الثاني من منتدى القاهرة الثاني حيث ناقش عدد من الخبراء تأثير هذه الظروف على السوق.

توجهات البنوك المركزية نحو الذهب

أوضح الدكتور فاروق سوسة، رئيس قسم أبحاث الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في جولدمان ساكس، أن النظرة التقليدية للذهب كملاذ آمن لم تعد كافية لتفسير ارتفاع أسعاره الحالية، بل إن هناك رغبة متزايدة من الحكومات لإيجاد طرق بديلة لتخزين الثروة بعيدًا عن الدولار، مما جعل الذهب هو الخيار المفضل في هذا الاتجاه، وأشار إلى أن مشتريات البنوك المركزية من الذهب في الآونة الأخيرة تعكس هذا التحول، حيث انقطعت العلاقة التقليدية بين أسعار الذهب ومؤشر الخوف (VIX).

توقعات أسعار الفائدة وتأثيرها على الذهب

وفيما يتعلق بتوقعاته حول أسعار الفائدة الأمريكية، أشار سوسة إلى أنه من المتوقع خفض إضافي بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر، مما قد يؤثر على أسعار الذهب بشكل إيجابي في المستقبل، ومع ذلك، أعرب وائل زيادة، الشريك التنفيذي في زيلا كابيتال، عن تحفظه حول التوقعات المرتفعة التي تشير إلى وصول سعر الذهب إلى 6 آلاف دولار بحلول عام 2026، معتبرًا أن الأسعار الحالية قد تكون مبالغ فيها.

تحليل السوق والطلب على الذهب

زيادة أوضح أن جزءًا كبيرًا من الارتفاع الحالي في أسعار الذهب يعود إلى عمليات شراء هيكلية ومضاربات مفرطة، مما دفع الأسعار للصعود بشكل غير متوازن، مشيرًا إلى أن التحليل الأساسي يظهر أن أسعار الذهب مقارنة بالسيولة النقدية متضخمة، مما يعني أنها ستواجه مقاومة قوية عند هذه المستويات، كما أضاف كريم صوابيني، مدير محفظة في مون كابيتال، أن هناك تحولًا هيكليًا في النظام التجاري العالمي يجعل الذهب جزءًا أساسيًا منه، حيث بدأت التجارة تتجه بعيدًا عن الدولار، مما يعزز الطلب على الذهب.

توجهات التجارة العالمية وتأثيرها على الذهب

صوابيني أشار إلى أن حجم التجارة في السلع يزيد بشكل كبير مقارنة بسوق الذهب، لذا فإن التحول عن الدولار يتطلب آلية موثوقة تدعمها جميع الأطراف، والذهب يعد الخيار الطبيعي لذلك، حيث يتوقع الخبراء أن تساهم التطورات التكنولوجية مثل العملات المستقرة في تغيير شكل النظام التجاري العالمي، مما سيعكس تأثيره على أسعار الذهب في المستقبل.