في منتدى القاهرة الثاني، الذي نظمه المركز المصري للدراسات الاقتصادية، تم تناول موضوعات مهمة حول التمويل لمواجهة تغير المناخ، حيث ناقش المشاركون إمكانية توجيه الجهود العالمية نحو تحقيق العدالة والشمولية في هذا المجال، وأكدت الدكتورة نهى المكّاوي، عميد كلية الشؤون العالمية والسياسات العامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن التدفقات المالية الحالية لا تتجاوز 1.3 تريليون دولار سنوياً، وهو أقل بكثير من المطلوب، مما يوضح الفجوة الكبيرة في تمويل المناخ، حيث تمثل القروض والمنح 73% من إجمالي التمويل، مما يعني أن الدول الأكثر احتياجاً تعاني من نقص حاد في الدعم المالي، خاصة في ظل الأعباء المالية التي تعاني منها.
تحديات التمويل المناخي
أشار إلياس ديميان، رئيس وحدة الاقتصاد البيئي في مؤسسة الأبحاث الاقتصادية والصناعية باليونان، إلى ضرورة التوازن بين تمويل التخفيف من آثار التغير المناخي والتكيف معها، خاصة للدول الفقيرة التي تعاني بشكل أكبر، وأوضح أن البيانات المقدمة من الدول تختلف بشكل كبير، مما يعقد حساب الخسائر والأضرار الناجمة عن التغيرات المناخية، مشيراً إلى دراسة في اليونان أظهرت أن الأضرار الناجمة عن فيضان كبير بلغت 5 مليارات يورو.
عدم المساواة في التمويل
تحدث أليكس بينكنشتاين، رئيس برنامج المناخ والموارد الطبيعية بالمعهد الجنوب أفريقي، عن عدم المساواة في توزيع التمويل المناخي، حيث لا تحصل القارة الإفريقية إلا على نسبة ضئيلة من هذا التمويل، مما يستدعي الابتكار في آليات التمويل على المستوى المحلي، وأكد الدكتور عمرو الشرفاء، من مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية، على أهمية التركيز على تطوير قطاع الكهرباء كخطوة أساسية نحو التحول للطاقة الخضراء.
توجهات جديدة في التمويل
ناتالي ديلابالم، الرئيس التنفيذي لمؤسسة مو إبراهيم، أكدت على ضرورة جعل التمويل أكثر ذكاءً، مشيرة إلى أهمية تخصيص حقوق السحب الخاصة للدول الأكثر احتياجاً، بينما رولا مجدلاني، مستشارة تغير المناخ، أكدت أن المؤسسات المالية لا تزال غير قادرة على تلبية احتياجات التكيف مع تغير المناخ، مما يعكس ضرورة وجود استراتيجيات واضحة لتوجيه التمويل نحو المشاريع الأكثر تأثيراً.
فرص جديدة في السوق
عفيف برهومي، خبير ترويج الاستثمار، أشار إلى أهمية تطوير مشروعات قابلة للتمويل المصرفي، وأثنى على البنك المركزي المصري الذي زاد من نسبة التمويل المخصص للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، مما يعكس التوجه نحو دعم الابتكار والاستثمار في الطاقة المتجددة.

