شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية استقرارًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم السبت، وذلك تزامنًا مع عطلة البورصة العالمية، حيث أنهت الأوقية أسبوعها بتراجع طفيف بلغ دولارين، لتسجل 4001 دولار، وفقًا لتقرير صادر عن منصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات، وأوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي للمنصة، أن أسعار الذهب في السوق المحلية حافظت على استقرارها، حيث سجل عيار 21 نحو 5345 جنيهًا، بينما سجل عيار 24 6109 جنيهات، وعيار 18 4581 جنيهًا، واستقر سعر الجنيه الذهب عند 42760 جنيهًا.
حالة السوق العالمية وتأثيرها
أضاف إمبابي أن استقرار السوق المحلي يأتي في وقت يشهد فيه المعدن النفيس حالة من الترقب على المستوى العالمي، وذلك بعد أسبوعين من التراجعات الحادة، حيث يبقى الذهب فوق مستوى 4000 دولار للأوقية رغم الضغوط الناتجة عن عمليات جني الأرباح، مدعومًا بالغموض الناتج عن الإغلاق الحكومي الأمريكي ومخاوف الركود، كما أنهت الأسواق العالمية الأسبوع بأداء متباين، حيث عززت البيانات الضعيفة وثقة المستهلك المتراجعة من الطلب على الملاذات الآمنة.
تأثير البيانات الاقتصادية
أظهرت بيانات جامعة ميشيغان أن ثقة المستهلك الأمريكي هبطت في نوفمبر إلى أدنى مستوياتها منذ يونيو 2022، في ظل القلق من تداعيات الإغلاق الحكومي، بينما توقعت أداة CME FedWatch أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في ديسمبر بنسبة 68%، ومع تزايد إشارات التباطؤ في سوق العمل الأمريكي، أشار تقرير تشالنجر جراي وكريسماس إلى تسريح أكثر من 150 ألف موظف في أكتوبر، وهو أعلى مستوى منذ أكثر من 20 عامًا، بينما سجل تقرير ADP زيادة بـ42 ألف وظيفة فقط في القطاع الخاص.
توجهات البنوك المركزية
كشف مجلس الذهب العالمي أن صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب سجلت تدفقات صافية بلغت 54.9 طنًا في أكتوبر، بينما واصلت البنوك المركزية تعزيز احتياطياتها بإجمالي 39 طنًا في سبتمبر، مما رفع صافي المشتريات منذ بداية العام إلى 200 طن، وتصدرت البرازيل قائمة المشترين بـ15 طنًا، تلتها كازاخستان وجواتيمالا، بينما واصلت بولندا تعزيز احتياطياتها لتصل إلى 530 طنًا من الذهب، في حين رفع البنك المركزي الصيني احتياطياته إلى 2304 أطنان.
توقعات السوق
يرى محللون أن الذهب لا يزال يتمتع بإمكانات صعودية قوية على المدى المتوسط، مدعومًا بالتوقعات المتزايدة بخفض أسعار الفائدة وتراجع الدولار الأمريكي، ومع استمرار الإغلاق الحكومي الأمريكي وغياب بيانات التضخم ومبيعات التجزئة، يتوقع الخبراء أن يظل الذهب متماسكًا فوق مستوى 4000 دولار للأوقية، مع احتمالات تسجيل مكاسب جديدة إذا قرر الاحتياطي الفيدرالي خفض الفائدة الشهر المقبل، ورغم الضبابية السياسية والاقتصادية التي تخيم على الولايات المتحدة، يواصل الذهب لعب دوره كملاذ آمن رئيسي، محتفظًا بمستواه فوق 4000 دولار، بينما تبقى الأسواق في حالة ترقب لأي مؤشرات جديدة قد تحدد مسار المعدن النفيس خلال الأسابيع القادمة.



تعليقات