في اليوم الثاني من شهر هاتور القبطي، تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بذكرى نياحة البابا بطرس الثالث، الذي يعتبر من أبرز بطاركة الكرازة المرقسية في تاريخ الكنيسة، حيث يمثل هذا اليوم فرصة لتذكر إنجازاته ودوره في تعزيز الإيمان المسيحي.
البابا بطرس الثالث ودوره التاريخي
تقول سجلات السنكسار الكنسي، الذي يدوّن سير الآباء والشهداء، إنه في مثل هذا اليوم من عام 204 للشهداء (485م) تنيح البابا بطرس الثالث، الذي كان تلميذًا للبابا ديوسقوروس، وتمت رسامته قسًا في الإسكندرية. عمل البابا بطرس بجوار البابا تيموثاوس الثاني، وكان له دور بارز في الخدمة والرعاية.
بعد نياحة البابا تيموثاوس، تم اختيار القس بطرس ليكون بطريركًا في الرابع من توت عام 194 للشهداء (477م). خلال فترة خدمته، وصلته رسالة من القديس أكاكيوس بطريرك القسطنطينية، يؤكد فيها إيمانه بالطبيعة الواحدة للسيد المسيح، فكتب إليه البابا بطرس مؤيدًا هذا الإيمان وأرسل رسالته مع ثلاثة من الأساقفة الذين قبلهم البطريرك أكاكيوس.
ما هو كتاب السنكسار؟
كتاب السنكسار هو مرجع مهم يحتوي على سير القديسين والشهداء، وتذكارات الأعياد وأيام الصوم، ويُقرأ منه خلال الصلوات اليومية. يتكون السنكسار من ثلاثة عشر شهرًا، كل شهر يحتوي على 30 يومًا، والشهر الأخير يُطلق عليه “نسيء” ويُعتبر الشهر الصغير.
التقويم القبطي يعتمد على دورة نجم الشعري اليمانية، التي تبدأ في 12 سبتمبر، ويعتبر السنكسار مرجعًا غنيًا بالتاريخ المسيحي، حيث يبرز نقاط القوة والضعف لدى الشخصيات التاريخية ليكون مصدر إلهام للعديد من المؤمنين، ويعكس كيفية مواجهة التحديات الروحية عبر العصور.

