تشهد أسعار الذهب في مصر حالة من الاستقرار النسبي مؤخرًا، حيث تأثرت الأسعار بشكل مباشر بالتراجع العالمي في أسعار المعدن الأصفر، وهذا الأمر جعل العديد من المواطنين والمستثمرين يتابعون السوق المحلية عن كثب، فالذهب يعتبر من أكثر الأدوات أمانًا في الادخار والاستثمار، خاصة في ظل التقلبات الاقتصادية الحالية.

متوسط أسعار الذهب اليوم في محلات الصاغة
تتفاوت أسعار الذهب حسب العيارات المختلفة، حيث يبلغ سعر عيار 24 نحو 6395 جنيها للبيع و6360 جنيها للشراء، بينما سعر عيار 22 هو 5860 جنيها للبيع و5830 جنيها للشراء، أما عيار 21 فيسجل 5595 جنيها للبيع و5565 جنيها للشراء، وعيار 18 يسجل 4795 جنيها للبيع و4770 جنيها للشراء، بينما سعر الجنيه الذهب يصل إلى 44760 جنيها.
أسباب تراجع أسعار الذهب
يرجع الكثير من الخبراء التغيرات الأخيرة في أسعار الذهب إلى عدة عوامل، أهمها حركة الأونصة في البورصات العالمية، والتي تعد المؤشر الأساسي للسوق المصرية، كما يلعب سعر صرف الدولار دورًا محوريًا، حيث يرتبط ارتفاع الدولار عادة بانخفاض أسعار الذهب والعكس صحيح.
أيضًا، تؤثر قرارات البنوك المركزية الكبرى، مثل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، بشكل مباشر على حركة الأسعار، حيث تؤدي زيادة الفائدة إلى تقليل الإقبال على الذهب، بينما خفضها يعزز الطلب عليه كملاذ آمن، وتظل معدلات التضخم والتوترات الجيوسياسية من العوامل المهمة التي تؤثر على اتجاهات الأسعار.
يظل الذهب عيار 21 الأكثر تداولًا بين المصريين بفضل توازنه بين الجودة والسعر، بينما يفضل المستثمرون عيار 24 لارتفاع نقائه، ويقبل الشباب على عيار 18 بسبب أشكاله المتنوعة وانخفاض تكلفته.
أسعار الذهب العالمية
تقترب الأسعار العالمية للذهب من مستوى 4000 دولار للأونصة، مدفوعة بتراجع مؤشر الدولار وزيادة الإقبال على المعدن النفيس، وكان الاحتياطي الفيدرالي قد أعلن عن خفض جديد في الفائدة، لكن تصريحات رئيسه جيروم باول حول أن هذا الخفض قد يكون الأخير خلال 2025 حدت من توقعات الأسواق.
توقعات السوق المحلي
يعتقد العديد من المتعاملين في سوق الذهب أن التراجع الطفيف في الأسعار يعكس حالة من التوازن بين العرض والطلب، في ظل ترقب البيانات الاقتصادية الأمريكية القادمة، ويتوقع المحللون تحركات متذبذبة في أسعار الذهب خلال الأيام المقبلة، نتيجة لضغوط السياسة النقدية الأمريكية، لكنهم يؤكدون أن الذهب سيظل خيارًا موثوقًا في الادخار والاستثمار، خاصة مع التوترات الجيوسياسية وارتفاع مستويات التضخم العالمية.
بناءً على ذلك، تعتبر المرحلة المقبلة حاسمة في تحديد مسار الأسواق، حيث أي مؤشرات على اتجاه الفيدرالي نحو تثبيت الفائدة أو خفضها مجددًا ستنعكس سريعا على الأسعار العالمية، مما قد يدفع الذهب للارتفاع مرة أخرى.

