في تطور مثير، أعلنت وزارة العدل الأمريكية عن اعتراف خمسة أشخاص بالذنب في قضية احتيال معقدة، حيث قام هؤلاء بمساعدة مواطنين من كوريا الشمالية في خداع الشركات الأمريكية، من خلال انتحال صفة موظفين في مجال تكنولوجيا المعلومات، هذه القضية تبرز كيف يمكن للتكنولوجيا أن تُستخدم بطرق غير مشروعة، مما يهدد الأمن القومي ويؤثر على الاقتصاد.

تداعيات وخسائر كبيرة

العمليات الاحتيالية التي قام بها المتهمون طالت 136 شركة أمريكية، وأسفرت عن تحويل نحو 2.2 مليون دولار إلى النظام الكوري الشمالي، تلك الأموال كانت موجهة لدعم برامج الأسلحة النووية المحظورة دولياً، وبحسب وزارة العدل، فإن هذه الاعترافات تأتي كجزء من الجهود المستمرة لتعطيل قدرة كوريا الشمالية على تمويل هذه البرامج عبر الأنشطة الإلكترونية غير القانونية.

بيونج يانج استخدمت أساليب متنوعة لاختراق الشركات الغربية، متظاهرة بتوظيف خبراء تكنولوجيا معلومات، مما يعكس خطة ممنهجة لجمع الأموال عبر الاحتيال.

كما صرح المدعي العام الأمريكي جيسون كوينونيس بأن هذه الملاحقات القضائية تظهر عزم الولايات المتحدة على مواجهة هذه الأنشطة، وعدم السماح لكوريا الشمالية بتمويل برامجها التسليحية من خلال استغلال الشركات والعمال الأمريكيين.

أدوار المتهمين في المخطط

ثلاثة من المتهمين، وهم مواطنون أمريكيون، اعترفوا بالتآمر لارتكاب احتيال إلكتروني، حيث ساعدوا كوريين شماليين يعملون خارج الولايات المتحدة عبر استخدام هوياتهم للحصول على وظائف، وتوفير وصول عن بعد إلى أجهزة الشركات، بل وحتى مساعدتهم في اجتياز اختبارات التوظيف.

أحد المتهمين كان يخدم في الجيش الأمريكي أثناء تنفيذ المخطط، وقد حصل على أكثر من 50 ألف دولار، بينما حصل الآخرون على مبالغ أقل، لكن الشركات الأمريكية دفعت نحو 1.28 مليون دولار كرواتب، تم تحويل معظمها إلى العاملين الكوريين في الخارج.

المتهم الرابع، إيريك نتاكيريز برينس، كان يدير شركة زودت شركات أمريكية بموظفين “معتمدين” على الرغم من علمه بأنهم يعملون من الخارج، بينما المتهم الخامس، الأوكراني أوليكساندر ديدينكو، اعترف بسرقة هويات أمريكيين وبيعها لكوريين شماليين، محققاً أرباحاً ضخمة.

إجراءات صارمة ضد الاحتيال الإلكتروني

في خطوة لتعزيز الأمن السيبراني، كشفت وزارة العدل أنها قامت بتجميد ومصادرة أكثر من 15 مليون دولار من العملات الرقمية التي سرقها قراصنة كوريون شماليون، هؤلاء القراصنة يستهدفون شركات العملات الرقمية ومشاريع تقنية البلوك تشين، حيث سرقوا أكثر من 650 مليون دولار في عام 2024، مما يبرز التحديات الكبيرة التي تواجهها التكنولوجيا في عصرنا الحديث.