تظهر بيانات جديدة من وزارة الزراعة الأمريكية أن الصين لم تشتري كميات كبيرة من فول الصويا الأمريكي منذ القمة التي جمعت بين الرئيسين الأمريكي والصيني الشهر الماضي، مما يثير تساؤلات حول صحة الوعود التي قدمتها الإدارة الأمريكية بشأن اتفاقيات شراء ضخمة للمحصول.
أرقام الشراء تعكس واقعًا مختلفًا
أظهرت البيانات الحكومية، التي صدرت بعد إعادة فتح الحكومة الأمريكية، أن الصين قامت بعمليتي شراء فقط بإجمالي 332 ألف طن، وهو رقم بعيد عن الـ12 مليون طن التي زعمت وزيرة الزراعة الأمريكية أنها تعهدت بشرائها قبل يناير، ولا يقترب حتى من الـ25 مليون طن سنويًا التي تم الترويج لها خلال السنوات الثلاث القادمة، وفقًا لوكالة “أسوشيتيد برس”.
الأسواق تحت ضغط كبير
المزارعون الأمريكيون كانوا يأملون في عودة الصين إلى السوق، لكن كبير اقتصاديي الحبوب والبذور الزيتية في “كو بنك” أشار إلى عدم وجود دوافع اقتصادية تدفع بكين للشراء من الولايات المتحدة في الوقت الحالي، حيث أن الصين تمتلك مخزونات وفيرة من فول الصويا من أمريكا الجنوبية، بينما تبقي الرسوم الجمركية المرتفعة على الواردات الأمريكية الأسعار أعلى بكثير من حبوب الصويا البرازيلية.
توقعات غير مؤكدة
لم تؤكد الصين وجود أي اتفاق تفصيلي لشراء فول الصويا، واكتفت بالإشارة إلى توافق على توسيع التجارة في المنتجات الزراعية، ومن المرجح أن أي تعهدات للشراء ستكون مشروطة بأسعار مناسبة لها.
على الرغم من خفض الرسوم الجمركية بنحو 10% عقب القمة، إلا أن الرسوم ما زالت مرتفعة عند 24%، مما يبقي الأسعار الأمريكية غير تنافسية، وهبطت أسعار فول الصويا بمقدار 23 سنت إلى 11.24 دولار للبوشل، وهو تراجع يعكس غياب الطلب الصيني المؤكد في بيانات وزارة الزراعة.
التحديات التي تواجه المزارعين
يواجه المزارعون الأمريكيون تحديات كبيرة مع ارتفاع تكاليف الأسمدة والبذور والمعدات والعمالة، مما يضغط بشدة على أرباحهم، وقد يتسبب غياب الطلب الصيني في خروج آلاف المزارعين من السوق إذا لم تُقدم الصين على مشتريات كبيرة أو تتدخل الحكومة لدعمهم.
الوضع الحالي في السوق
تُعتبر الصين أكبر مشترٍ لفول الصويا في العالم، حيث استوردت ما يزيد على 12.5 مليار دولار من صادرات فول الصويا الأمريكي العام الماضي، لكنها توقفت هذا العام عن الشراء بسبب ارتفاع الرسوم، وواصلت تحويل مشترياتها نحو البرازيل، التي تشكل الآن أكثر من 70% من واردات الصين.
يقول رئيس “الرابطة الأمريكية لفول الصويا” إن جميع موردي المدخلات الزراعية أبلغوه بأن الأسعار ستشهد زيادات جديدة العام المقبل، مما يزيد من الضغوط على المزارعين، مما يجعل الوضع يبدو قاتمًا في المستقبل القريب.



تعليقات