في خطوة تعكس التزام مصر بتعزيز التعاون الدولي في مجال العمل، التقى وزير العمل محمد جبران بمدير عام منظمة العمل الدولية جيلبرت هنجبو في جنيف، حيث تم تناول العديد من الموضوعات المهمة المتعلقة بالتعاون الفني ودعم الدول الأعضاء، كما تم استعراض أبرز التطورات في ملف العمل بمصر.
تعاون مثمر ودعم متواصل
بدأ اللقاء بتعبير الوزير عن تقديره للجهود التي يبذلها المدير العام، مشددًا على دعم مصر لمساعي المنظمة في مواجهة التحديات المالية والإدارية، وأكد أهمية الإصلاحات الجارية لضمان استمرار المنظمة في أداء دورها العالمي، كما وجه الشكر لمكتب العمل الدولي بالقاهرة على التعاون المثمر مع الوزارة.
برنامج العمل اللائق
استعرض الوزير خلال اللقاء محاور التعاون مع المنظمة، مشيرًا إلى بدء إعداد البرنامج القطري للعمل اللائق بالتنسيق مع مكتب المنظمة بالقاهرة، حيث يركز البرنامج على توفير فرص عمل للشباب وتعزيز المساواة والحماية الاجتماعية، وأكد أهمية الإسراع في الانتهاء من وثيقة التعاون الخاصة بالبرنامج.
التطورات القانونية والعملية
أوضح الوزير أن مصر بدأت تنفيذ برنامج “العمل الأفضل” بشكل تجريبي في قطاع المنسوجات، حيث حقق نجاحًا في زيادة الصادرات، وأشار إلى تطلع مصر لتحويل البرنامج إلى برنامج دائم يشمل قطاعات اقتصادية أخرى، كما تطرق إلى قانون العمل الجديد الذي صدر بعد حوار اجتماعي شامل، حيث يتضمن بنودًا لحماية حقوق العمال وتحقيق التوازن في علاقات العمل.
جهود تطبيق القانون
أكد الوزير على أهمية تنفيذ القانون من خلال حملات تفتيش مكثفة، حيث تم تفتيش حوالي 27 ألف منشأة منذ أكتوبر الماضي، كما تم تشكيل المجلس الأعلى للتشاور الاجتماعي ليشمل جميع أطراف العمل، مما يعكس توجه الحكومة نحو تعزيز الحوار الاجتماعي.
استراتيجية التشغيل والسلامة المهنية
أشار الوزير إلى أن الاستراتيجية الوطنية للتشغيل أوشكت على الانتهاء، وأن رئيس الجمهورية وجه بتشكيل لجنة لمتابعة تنفيذها، كما أكد على أهمية تعزيز سجل مصر في التصديق على اتفاقيات العمل الدولية، مشيدًا بالتعاون السابق مع القضاة لتعزيز الوعي بالمعايير الدولية.
في مجال السلامة والصحة المهنية، تم الانتهاء من إعداد الملف الوطني بالتعاون مع مكتب المنظمة، حيث تُطلق الوزارة مبادرات وطنية لحماية العمال، مما يعكس التزام الحكومة بتحسين ظروف العمل.
أشاد مدير عام منظمة العمل الدولية بالتعاون الإيجابي من قبل مصر، مؤكدًا أن ما يحدث يمثل تقدمًا كبيرًا منذ عام 2019، وأعرب عن استعداد المنظمة لتقديم الدعم الكامل لمصر في الإسراع بتنفيذ البرنامج القطري للعمل اللائق.
هذا اللقاء يعكس عمق الشراكة بين مصر ومنظمة العمل الدولية، ويسلط الضوء على الجهود المستمرة لدعم الإصلاحات في بيئة العمل وتحسين ظروف العمال وفقًا لأفضل الممارسات الدولية.

