شهدت أسعار الفضة ارتفاعًا ملحوظًا اليوم الأربعاء في السوق المحلية والبورصة العالمية، حيث يترقب المستثمرون محضر الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، ويعكس هذا التوجه زيادة القلق بشأن سوق العمل، مما دفع الكثيرين للبحث عن ملاذ آمن في المعادن النفيسة مثل الفضة.
تحركات السوق المحلية
أفاد تقرير من مركز «الملاذ الآمن» بارتفاع سعر جرام الفضة عيار 800 من 66 إلى 68 جنيهًا، بينما سجل عيار 925 نحو 79 جنيهًا، وارتفع عيار 999 إلى حوالي 85 جنيهًا، واستقر سعر جنيه الفضة عند 632 جنيهًا.
ارتفاع عالمي مدعوم بتراجع الدولار
على الصعيد العالمي، ارتفع سعر الأوقية من 51 إلى 52 دولارًا، وهو ما يعكس تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.2%، حيث تنتظر الأسواق محضر اجتماع الفيدرالي لشهر أكتوبر، وعادة ما تزداد جاذبية المعادن المقومة بالدولار مثل الفضة عند تراجع العملة الأمريكية، مما يجعلها أقل تكلفة لحائزي العملات الأخرى.
تباطؤ سوق العمل يعطي دفعة للمعادن الصناعية
تستفيد الفضة من كونها معدنًا ثمينًا وصناعيًا، مما يجعلها أكثر حساسية لمؤشرات النشاط الاقتصادي، فقد أظهرت بيانات ADP الأخيرة تراجع متوسط الوظائف في القطاع الخاص، بالتزامن مع ارتفاع طلبات إعانات البطالة لأعلى مستوى منذ أغسطس، مما يعكس بداية تباطؤ في سوق العمل الأمريكي.
طلب صناعي قوي يدعم الأسعار على المدى المتوسط
وفقًا لتقرير «Bloomberg Metals Outlook»، يستمر الطلب الصناعي، خاصة من قطاع الطاقة الشمسية والإلكترونيات، في دعم سوق الفضة، كما يشير تقرير Silver Institute إلى استمرار العجز في المعروض العالمي للعام الثالث على التوالي، مما يمنح الأسعار دعمًا هيكليًا قد يستمر حتى الربع الأول من 2026.
تسود حالة من الحذر في الأسواق مع اقتراب صدور محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية، والذي قد يوضح أسباب تردد صانعي السياسات في خفض الفائدة في ديسمبر، رغم خفض سابق بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر، كما ينتظر المستثمرون تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر، والذي يتوقع أن يظهر زيادة بنحو 50 ألف وظيفة، في ظل مؤشرات تباطؤ الزخم في سوق العمل.
رغم تراجع احتمالات خفض الفائدة، لا تزال الفضة تحظى بدعم واسع من تراجع الأسهم وضعف الدولار، مما يعزز جاذبيتها كأصل دفاعي خلال الجلسات المقبلة.

