في أجواء مفعمة بالإيمان والروحانية، احتفلت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية مساء اليوم بذكرى مرور ١٧ قرنًا على انعقاد مجمع نيقية المسكوني الأول، حيث شارك قداسة البابا تواضروس الثاني في هذا الحدث التاريخي، وسط حضور كبير من أحبار الكنيسة والآباء الكهنة والرهبان، بالإضافة إلى عدد كبير من أبناء الشعب القبطي الذين حضروا للاحتفاء بهذه المناسبة العظيمة.
نيقية.. إيمان حي
تأتي هذه الاحتفالات في إطار فعاليات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التي بدأت تحت شعار “نيقية.. إيمان حي”، حيث سار موكب مهيب يحمل رفات القديس أثناسيوس الرسولي، وسط ترتيل جميل لنص قانون الإيمان، مما أعطى المناسبة طابعًا مميزًا وعاطفيًا.
توجه قداسة البابا مع عدد من المطارنة والأساقفة إلى الكاتدرائية، حيث اصطف الشعب على جانبي الطريق في أجواء من الفرح والتقدير، وقاموا بترديد الأناشيد التي أُعدت خصيصًا لهذه المناسبة، مما أضفى على الحدث روحًا من الوحدة والمحبة.
داخل الكاتدرائية، تمت صلاة العشية، حيث قام البابا بتطيب الرفات ووضعه في صندوق خشبي صمم خصيصًا له، وجرى إلقاء كلمات متعددة حول دور القديس أثناسيوس ومجمع نيقية، حيث أشار المتحدثون إلى أهمية هذا المجمع في تشكيل الإيمان المسيحي.
أثناسيوس المدافع عن الإيمان
تناول قداسة البابا في كلمته مسيرة القديس أثناسيوس، مشيرًا إلى أن نشأته في بيت مؤمن كانت لها تأثير كبير في تشكيل شخصيته، حيث كانت القيم والأخلاق هي الأساس الذي نشأ عليه، مما ساهم في تشكيل إيمانه العميق.
كما أشار إلى أهمية الكنيسة في حياته، حيث كانت ملاذه ومصدر إلهامه، فتعلم من طقوسها وارتوى من تعاليمها، مما ساهم في بناء شخصيته كمدافع عن الإيمان، وأكد أن البرية كانت له مدرسة روحانية ساعدته على اكتساب القوة لمواجهة التحديات.
اختتم قداسة البابا كلمته بتأكيد أهمية نيقية كمكان لتوحيد الإيمان، حيث صيغ قانون الإيمان الذي نردده حتى اليوم، مشددًا على ضرورة الحفاظ على قيم الإيمان وتعاليم الكنيسة في حياتنا اليومية، مؤكدًا على دور الكنيسة المصرية كمؤسسة وطنية وشاهدة للحق.
في النهاية، عبر عن شكره لكل المشاركين في الاحتفالية ولجهود كل من ساهم في إحياء هذه الذكرى العظيمة، مما يعكس روح المحبة والوحدة التي تميز الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

