في ظل تزايد الشكاوى من انتشار الأمراض بين الأطفال في المدارس، أصبحت عبارات مثل “المدرسة كلها مريضة” و”الأطفال مصابين بسعال وحرارة” تتردد بشكل كبير على منصات التواصل الاجتماعي، مما أثار قلق العديد من الأسر في مصر.
لا يوجد فيروس جديد
د. حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، أوضح أن الوضع ليس كما يُشاع، حيث أن الفيروسات التنفسية التي تنتشر في فصل الشتاء هي نفسها كل عام، ولكن هناك عوامل تجعل الأعراض تبدو أشد في السنوات الأخيرة.
الأسباب وراء زيادة الأعراض
من أبرز الأسباب التي تفسر تفاقم الأعراض هذا العام:
أولاً، الفيروسات تتغير قليلاً في كل موسم، مما يؤدي إلى انخفاض فعالية المناعة السابقة، وبالتالي قد تشتد الأعراض.
ثانياً، خلال جائحة كورونا، كانت هناك قلة في التعرض للفيروسات العادية بسبب الإجراءات الاحترازية، مما أثر على المناعة الطبيعية لدى الأطفال والكبار.
ثالثاً، بعض الأطفال قد يصابون بأكثر من فيروس في نفس الوقت، مما يجعل فترة المرض تبدو أطول.
رابعاً، نميل إلى نسيان شدة الشتاء السابق، مما يجعلنا نشعر بأن الوضع الحالي هو الأسوأ.
خامساً، تساهم المنشورات المثيرة للقلق على وسائل التواصل الاجتماعي في تضخيم شعور الخطر.
سادساً، تراجعت بعض عادات النظافة مثل غسل اليدين، مما أدى إلى سرعة انتشار الفيروسات في المدارس.
أخيراً، عادت الإنفلونزا بشكل قوي بعد غيابها لعدة سنوات، وهي من الفيروسات المعروفة بشدة أعراضها.

أهمية تطعيم الإنفلونزا
أكد د. حسام عبد الغفار أن الشتاء لم يصبح وباءً جديدًا، لكنه قد يكون أكثر صعوبة في السنوات الأخيرة بسبب ضعف المناعة، ومن المتوقع أن تعود الأمور لطبيعتها بحلول شتاء 2026-2027.
لذا، يُنصح بأخذ تطعيم الإنفلونزا السنوي، خاصة للأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، بالإضافة إلى أهمية العودة لعادات النظافة الجيدة مثل غسل اليدين وتغطية الفم عند السعال أو العطس.
كما يُفضل إبقاء الأطفال في المنزل لمدة يومين أو ثلاثة عند ظهور الأعراض، فهذا يُعد أفضل وسيلة للوقاية لزملائهم.
فهم الأسباب العلمية يساعدنا في التعامل مع الوضع بهدوء، ويجنبنا القلق غير المبرر.




تعليقات