خطة السلام الأمريكية.. 28 بند لتسوية مثيرة ممكن تأثر على سيادة أوكرانيا

في تطور جديد على الساحة الدولية، أعلنت واشنطن عن تغييرات كبيرة في مقترحها للسلام في أوكرانيا، حيث تمثل هذا في إعداد خطة تتكون من 28 بندًا، وقد شارك في صياغتها مسؤولون أمريكيون وروس، بما في ذلك بعض الشخصيات القريبة من الكرملين، ورغم ذلك، لقيت الخطة اعتراضات حادة في كييف والعواصم الغربية، خاصة أن بعض بنودها تُعتبر تنازلات كبيرة لموسكو، مما أثار قلق الأوكرانيين وحلفائهم.

تفاصيل خطة السلام

الخطة الأمريكية أثارت جدلاً واسعًا، حيث اعتبرها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “خيارًا مستحيلًا” يهدد حرية وكرامة بلاده، ومن أبرز البنود المثيرة للجدل:

التنازلات الإقليمية

تدعو الخطة إلى الاعتراف بالاحتلال الروسي لأراضٍ مثل القرم ومناطق لوجانسك ودونيتسك، وهو ما يعتبره الأوكرانيون تنازلاً غير مقبول.

انسحاب القوات الأوكرانية

تتطلب الخطة من أوكرانيا الانسحاب من بعض المناطق التي لا تزال تحت سيطرتها، مما يعني فقدان أراضٍ لم تتمكن روسيا من السيطرة عليها بالقوة العسكرية، بالإضافة إلى تجميد خطوط النزاع الحالية.

التخلي عن الناتو

تطالب الخطة أوكرانيا بتعديل دستورها للالتزام بعدم الانضمام إلى حلف الناتو، وهو ما يعتبره الكثيرون خطوة نحو تقييد سيادة أوكرانيا.

تحديد عدد القوات

تتضمن الخطة وضع سقف لعدد القوات الأوكرانية، حيث تقترح تحديد العدد بـ 600 ألف فرد، وهو ما يقل كثيرًا عن العدد الحالي للقوات الأوكرانية.

حقوق روسيا الثقافية

تشمل المطالب أيضًا الاعتراف باللغة الروسية كأحد اللغات الرسمية، وهو ما أثار مخاوف من محاولات لفرض النفوذ الروسي داخل أوكرانيا.

تعويضات ومكاسب روسية

في المقابل، تعرض الخطة بعض البنود لتعويض أوكرانيا، لكن التركيز كان على إعادة إدماج روسيا في الاقتصاد العالمي، مع ضمانات أمنية أمريكية لأوكرانيا إذا حدث غزو روسي في المستقبل.

ردود الفعل والضغوط

أثارت الخطة قلقاً بين الحلفاء الأوروبيين، الذين أصروا على ضرورة أن تحافظ أي تسوية على مصالح أوكرانيا طويلة الأمد، وقد أدت هذه الضغوط إلى تراجع إدارة ترامب عن بعض بنود الخطة الأصلية.

في النهاية، يبدو أن الخطة التي وُصفت بأنها “استسلام تدريجي” قد تحتاج إلى إعادة صياغة لضمان قبولها دوليًا، مما يفتح المجال لمزيد من النقاشات حول مستقبل السلام في أوكرانيا.