في ظل تصاعد التوترات حول محادثات السلام لإنهاء النزاع في أوكرانيا، يتزامن التفاؤل الأمريكي مع تحذيرات قوية من الجانب الأوكراني، حيث يشدد الرئيس فولوديمير زيلينسكي على أهمية عدم التنازل عن الأراضي الأوكرانية، بينما يلمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تحسن محتمل في المفاوضات، مما يعكس حالة من عدم اليقين بين الأطراف المعنية.
زيلينسكي: “التنازل عن الأراضي هو المشكلة الرئيسية”
في رسالة عبر الفيديو خلال مؤتمر في السويد، أكد زيلينسكي أن التخلي عن أي جزء من الأراضي الأوكرانية يمثل التحدي الأكبر في جهود السلام، مشيراً إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى للحصول على اعتراف قانوني بما استولى عليه، وأكد زيلينسكي أن “الحدود لا يمكن تغييرها بالقوة” أبداً، مما يعكس تمسك كييف الثابت بحقوقها الإقليمية في مواجهة الضغوط.
تفاؤل أمريكي حذر
على الجانب الآخر، أعرب ترامب عن تفاؤله بشأن نتائج المحادثات التي جرت في جنيف، حيث قال: “قد يكون هناك شيء جيد يحدث”، وذلك بعد أن أجرت الولايات المتحدة مراجعات على خطة السلام، مما يعكس محاولة لمعالجة مخاوف أوكرانيا وأوروبا بشأن سيادتها، وهو ما يعتبر خطوة مهمة في سبيل الوصول إلى اتفاق نهائي
تباين الآراء حول خطة الـ 28 نقطة
بينما تجري الدبلوماسية خلف الأبواب المغلقة، يبقى الرأي العام في أوكرانيا منقسماً حول جدوى خطة السلام، حيث عبر بعض الجنود على الجبهة عن استيائهم من الخطة معتبرين إياها “المخزية”، في حين رأى آخرون أنها قد تكون خطوة تستحق العناء إذا ساهمت في إنهاء الحرب، مما يعكس حجم التضحية المطلوبة لتحقيق السلام.
مستقبل عملية السلام
تظل عملية السلام في أوكرانيا تخضع لاختبار صعب، حيث يتعين على الأطراف الموازنة بين الحاجة لإنهاء القتال والإصرار الأوكراني على عدم التنازل عن السيادة، بينما يبقى تحذير زيلينسكي راسخاً، مما يشير إلى أن المسودة الجديدة للخطة ستحدد ما إذا كانت ستؤدي إلى سلام مستدام أم ستظل مجرد محطة في صراع طويل الأمد.

