مصير هواوي وZTE في شبكات أوروبا تحت ضغط العقوبات المالية

مصير هواوي وZTE في شبكات أوروبا تحت ضغط العقوبات المالية

تستعد المفوضية الأوروبية لإطلاق خطوة تنظيمية جديدة تهدف إلى تعزيز الأمن الرقمي في القارة، حيث تنوي تحويل توصياتها السابقة بشأن موردي شبكات الاتصالات عالية المخاطر إلى التزامات قانونية ملزمة. هذا التحول يعني أنه سيكون على الدول الأعضاء التخلي عن المعدات التي تصنعها شركات التكنولوجيا الصينية الكبرى مثل هواوي وزد تي إي، مما يشير إلى نهاية فترة من المرونة الأمنية وبداية مرحلة جديدة تتطلب اتخاذ إجراءات أكثر صرامة.

التفاصيل القانونية وآلية الإنفاذ

تحت قيادة نائبة رئيس المفوضية الأوروبية، هينا فيركّونين، يتم العمل على هذا التشريع الجديد في ظل تزايد المخاوف من أن السماح لشركات صينية بالتحكم في البنية التحتية الحيوية قد يؤثر على الأمن القومي. المقترح الجديد لا يقتصر فقط على شبكات الجيل الخامس بل يمتد ليشمل شبكات الألياف الضوئية أيضاً، مع إدراك أهمية هذه البنية التحتية في الاقتصاد الرقمي المستقبلي.

عواقب عدم الامتثال

إذا تم إقرار المقترح، فإن الدول الأعضاء التي تتجاهل القواعد الجديدة ستواجه عواقب قانونية ومالية، حيث ستتمكن المفوضية من بدء إجراءات انتهاك ضدها. قد تشمل هذه الإجراءات فرض غرامات كبيرة، مما يضع ضغوطاً إضافية على الدول التي تعتمد على المعدات الصينية الأقل تكلفة. هذا يشير إلى أن الأمن الرقمي لم يعد مجرد مسألة داخلية، بل يرتبط بشكل مباشر بمصالح اقتصادية أكبر.

التوترات الجيوسياسية والصراع مع الصين

يأتي هذا الحظر في سياق جيوسياسي متوتر، حيث تسعى الدول الغربية لتقليل الاعتماد على التكنولوجيا الصينية. هذه الجهود ليست جديدة، بل تعود جذورها إلى الحملات التي قادتها إدارة ترامب لعزل الشركات الصينية. مع ذلك، يبدو أن أوروبا تتجه نحو استراتيجية أكثر قوة لمواجهة الهيمنة الصينية في مجالات تعتبر حيوية لأمنها الاقتصادي.

الاستجابة الصينية

في الوقت نفسه، ردت الصين بإدانة هذه الإجراءات، معتبرة أنها تعكس موقفاً حمائياً يفتقر إلى الأساس القانوني. الحكومة الصينية تؤكد أن مزاعم المخاطر الأمنية لا تستند إلى أدلة قوية، مستندة إلى تقارير من وكالات أمن أوروبية لم تجد مكونات مشبوهة في منتجاتها.

الاتحاد الأوروبي كقوة ضابطة

إذا تم إقرار هذا الاقتراح، فإنه سيشكل إطاراً تنظيمياً شاملاً لأمن الاتصالات، مما يعزز من موقف الاتحاد الأوروبي كقوة جيوسياسية مستقلة. هذا التحرك يشير إلى أن بروكسل مستعدة لاستخدام كافة الأدوات المتاحة، بما في ذلك العقوبات المالية، لتأمين سيادتها الرقمية داخلياً وخارجياً، مما قد يكون له آثار بعيدة المدى على الأسواق العالمية.

Google News تابعوا آخر أخبار صوت العرب عبر Google News