تعيش تايلاند حالياً أوقاتًا صعبة بسبب أمطار موسمية غزيرة تسببت في فيضانات مدمرة في الجنوب، حيث فقد 33 شخصًا حياتهم وشُرد نحو مليوني شخص في عشر محافظات، ومن بين المناطق الأكثر تضرراً مدينة هات ياي التي تعتبر مركزاً تجارياً مهماً في البلاد، حيث سجلت المدينة كمية أمطار قياسية بلغت 335 ملم في يوم واحد، مما جعلها تشهد أحد أسوأ الفيضانات في تاريخها، إذ تجاوزت كميات الأمطار ما تم تسجيله خلال عام 2010، مما يعكس تزايد شدة الأحداث المناخية المتطرفة وتأثيرها على المجتمعات المحلية.

أثر الفيضانات على الاقتصاد والخدمات الأساسية

تسبب ارتفاع منسوب المياه، الذي بلغ في بعض المناطق 2.5 متر، في شلل كبير في الخدمات الأساسية، حيث توقفت محطة الطاقة في سونغكلا عن العمل، وتعرضت شبكات الكهرباء والاتصالات لأضرار كبيرة في عدة مناطق، وتشير التقديرات إلى أن الخسائر اليومية في التجارة والسياحة قد تصل إلى 1.5 مليار بات، مما يؤثر بشكل مباشر على حياة السكان والأنشطة التجارية، كما أن الفيضانات تهدد إنتاج المطاط، حيث قد تنخفض الكميات المنتجة بنحو 10,300 طن، مما يضع ضغوطًا إضافية على الحكومة لضمان سلامة السياح المحاصرين في المدينة.

استجابة الحكومة والتعاون الإقليمي

في مواجهة الكارثة، أعلنت الحكومة عن تعبئة شاملة للموارد، حيث تم إنشاء مركز قيادة في هات ياي لتنسيق جهود الإنقاذ، وكانت البحرية الملكية جزءًا من الاستجابة من خلال نشر حاملة الطائرات لتكون قاعدة إمداد، مما يعكس الاستجابة السريعة والفعالة لمواجهة الأوضاع الصعبة، كما أن التأثير لم يقتصر على تايلاند فقط، بل امتد إلى ماليزيا المجاورة، حيث تأثر أكثر من 12,000 شخص، مما يستدعي تفعيل آليات التنسيق الإقليمي لمواجهة هذه الظواهر الجوية المتطرفة، مما يشير إلى ضرورة التعاون بين الدول في مثل هذه الأوقات الصعبة.