في خطوة جديدة تشدد من سياسة الهجرة في الولايات المتحدة، أعلن مدير خدمات الهجرة والجنسية الأمريكية جوزيف إدلَو عن تعليق جميع قرارات اللجوء حتى يتم إجراء تدقيق شامل لكل مهاجر، ويأتي هذا بعد حادث إطلاق النار الذي استهدف اثنين من عناصر الحرس الوطني قرب البيت الأبيض، مما دفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الإعلان عن عزمه فرض “تجميد دائم للهجرة من جميع دول العالم الثالث”.
ترامب أكد عبر منصته أن إدارته ستسعى لإنهاء كافة الفوائد الفيدرالية الممنوحة لغير المواطنين، مشدداً على ضرورة إبعاد من لا يمثلون قيمة مضافة للولايات المتحدة، ولكنه لم يوضح كيفية تنفيذ هذا التجميد، خاصة أن قرارات مشابهة واجهت انتقادات وطعون قضائية في الماضي.
حادث إطلاق النار وتأثيره على سياسات الهجرة
تصريحات ترامب جاءت بعد ساعات من إعلان وفاة سارة بيكستروم، إحدى عضوتي الحرس الوطني اللتين تعرضتا لإطلاق النار، ويشتبه في أن المنفذ هو رحمن الله لاكانوال، أفغاني دخل الولايات المتحدة عام 2021 ضمن برنامج الإجلاء بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وقد حصل على حق اللجوء في أبريل الماضي خلال ولاية ترامب الثانية.
الحادث أدى إلى تشديد إجراءات الهجرة، حيث أعلنت هيئة خدمات الهجرة والجنسية عن تعليق غير محدد لمعالجة طلبات الهجرة الخاصة بالمواطنين الأفغان، كما قررت وزارة الأمن الداخلي توسيع نطاق المراجعة لتشمل إعادة فحص جميع طلبات اللجوء التي تمت الموافقة عليها خلال إدارة بايدن، دون تحديد ما إذا كان ذلك يقتصر على الأفغان فقط.
تصريحات ترامب وتوتر العلاقات مع المجتمعات المهاجرة
ترامب لم يتوقف عند هذا الحد، بل وجه انتقادات للجالية الصومالية في ولاية مينيسوتا، بعد تعهده بإلغاء حالة الحماية المؤقتة لآلاف الصوماليين، مشيراً إلى أن حادث إطلاق النار يذكر الأمريكيين بأهمية السيطرة الكاملة على من يدخل البلاد، ومنذ أغسطس الماضي، تم نشر قوات من الحرس الوطني في العاصمة الأمريكية بعد إعلان حالة طوارئ جنائية، وزيادة الوجود الأمني بعد الحادث.
تأتي هذه الخطوات رغم قرار قضائي صدر مؤخراً يأمر بإنهاء انتشار الحرس الوطني، مما يضع الإدارة أمام تحديات قانونية جديدة، ويعكس التصعيد الأخير في الخطاب السياسي تجاه قضايا الهجرة والمهاجرين في الولايات المتحدة، حيث يبدو أن الأمور تتجه نحو مزيد من التشدد في السياسات المستقبلية.
تعليقات