في لقاء مؤثر جمع قداسة البابا لاون الرابع عشر بآلاف الشباب في ساحة الصرح البطريركي بكركي، برزت أهمية هذا الحدث كمساحة حوار حقيقية مع الجيل اللبناني، الذي يواجه تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة تهدد مستقبله، وقد دفع ذلك الكثيرين للتفكير في الهجرة بحثًا عن حياة أفضل.
بدأ نيافة الكاردينال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي اللقاء بكلمات ترحيبية، مشددًا على أن لبنان يستقبل البابا بحب رغم جراحه، مشيرًا إلى أن هذه الجراح تحولت إلى لآلئ من الأمل يحملها الشباب الذين يقفون عند مفترق طرق، يسعون نحو مستقبل يليق بأرضهم ورسالتهم.
قوة السلام في مواجهة التحديات
أكد غبطة البطريرك أن السلام أقوى من الخوف، وأن لبنان يمتلك القدرة على النهوض من أزماته من خلال شبابه وتنوعه الثقافي والديني، وقد أضفى اللقاء عمقًا إنسانيًا من خلال شهادات خمسة من الشباب الذين شاركوا تجاربهم في مواجهة البطالة والانهيار الاقتصادي، واختاروا الثبات والعمل بدلاً من الهجرة.
تطرق المشاركون أيضًا إلى كيفية الحفاظ على السلام الداخلي وقوة الإيمان في ظل الضغوط واليأس، بالإضافة إلى بناء علاقات صادقة في عالم يعاني من العزلة الرقمية.
العدالة والمغفرة
في رده، أوضح قداسة البابا أن السلام الداخلي يبدأ من علاقة شخصية مع المسيح، مشددًا على أهمية الالتزام بالمبدأ الذهبي في التعامل مع الآخرين، حيث أكد أن العدالة لا تكتمل إلا بالمغفرة، ودعا الشباب للتأمل في سيرة القديس شربل واختبار صمته العميق الذي يفتح القلب على حضور الله.
كما حذر البابا من الروابط المبنية على الأنانية أو المشروطة، مؤكدًا أن الصداقة الحقيقية تتطلب تقديم “الآخر” قبل “الذات”، وأن المحبة المستندة إلى نور الله هي الوحيدة القادرة على الصمود وإعطاء الثمار.
اختتم اللقاء بدعاء من قداسة البابا للشباب، حيث قدم لهم صلاة القديس فرنسيس الآسيزي، ووجه لهم رسالة تحمل رمزًا من رموز لبنان، مشجعًا إياهم على أن ينموا ثابتين كالأرز، ويجعلوا العالم يزهر بالأمل.



تعليقات