في خطوة مثيرة للجدل، انتقدت الحكومة البريطانية التأخير في إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، حيث استغرقت شحنة من أكثر من 1100 خيمة أُرسلت من لندن أكثر من عام كامل قبل أن تتمكن من الوصول، وفقًا لتقرير شبكة بي بي سي.

أشارت وزيرة الخارجية البريطانية ييفيت كوبر إلى أن الوضع الإنساني في غزة لا يزال “كارثيًا”، على الرغم من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، موضحة أن العديد من المساعدات البريطانية التي تمولها الضرائب لم تصل إلى المحتاجين الذين يعتمدون عليها للبقاء.

أزمة إنسانية تتفاقم مع اقتراب الشتاء

وصلت الخيام، التي تكفي لإيواء أسر مكونة من خمسة أفراد، إلى غزة في يوم الاثنين، مع توقع وصول دفعات أخرى خلال الأسبوع الحالي، وتفيد التقارير أن هذه الخيام ستوفر المأوى لنحو 12 ألف شخص خلال أشهر الشتاء القاسية.

في ظل الظروف الجوية السيئة، حذر مكتب الأمم المتحدة من أن حوالي 1.5 مليون شخص بحاجة ماسة إلى مأوى، في وقت يعيش فيه الكثيرون تحت أسقف مدمرة أو في العراء، بعد أكثر من عامين من الحرب التي دمرت البنية التحتية.

وأوضحت كوبر أن الأوضاع تتدهور بسبب الطقس السيئ والأضرار الكبيرة التي لحقت بالمنازل وشبكات الكهرباء والمياه، مشددة على أن هذه الخيام ستشكل طوق نجاة للعديد من الأطفال والأسر، لكنها ليست حلاً كافيًا.

وفقًا للأمم المتحدة، نزح حوالي 1.9 مليون شخص، أي ما يعادل 90% من سكان غزة، منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023.

دعوات لفتح المعابر دون قيود

انتقدت كوبر أيضًا استمرار احتجاز شحنات المساعدات عند المعابر، مؤكدة أن هذا الوضع غير مقبول، وأنه يجب فتح جميع المعابر للسماح بدخول المساعدات دون أي عوائق، كما أشارت إلى أن شحنة أخرى من المساعدات البريطانية كانت “عالقة على الحدود” في وقت سابق من هذا العام، مما زاد من معاناة المدنيين.

أكدت كوبر أن وصول شحنة الخيام يمثل دليلاً على التأثير الإيجابي المحتمل عندما تدخل المساعدات فعليًا، مشددة على أن لندن ستواصل الضغط من أجل وصول إنساني غير مشروط، وتنفيذ خطة السلام، وفتح الطريق نحو حل دائم للنزاع.

اليونيسف: الاحتياجات تفوق المتاح

من جهته، ذكر جوناثان فيتش، ممثل اليونيسف في فلسطين، أن وصول الخيام يعكس جهود المجتمع الدولي لزيادة تدفق المساعدات، لكنه أكد أن الحياة اليومية لا تزال صعبة، حتى مع وقف إطلاق النار، حيث يعاني الأطفال بشكل خاص من البرد والأمطار الغزيرة.

وأشار إلى أن الخيام التي دخلت بدعم بريطاني ستوفر حماية مؤقتة، لكن الاحتياجات الإنسانية تفوق بكثير ما يصل إلى القطاع.