أول زيارة ألمانية لبريطانيا من 27 سنة تذكرنا بذكريات الحرب

أول زيارة ألمانية لبريطانيا من 27 سنة تذكرنا بذكريات الحرب

يصل اليوم الأربعاء الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى بريطانيا في زيارة دولة تمتد لثلاثة أيام، حيث يحتفل البلدان بعلاقاتهما الاستراتيجية العريقة ويستذكران معًا آثار الحرب العالمية الثانية التي لا تزال حاضرة في الذاكرة الجماعية للناس.

وسيكون في استقباله الملك تشارلز الثالث وزوجته الملكة كاميلا في قلعة وندسور، حيث ستتضمن المراسم الرسمية موسيقى عسكرية واستعراضات تقليدية تشتهر بها بريطانيا.

وتكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة، فهي الأولى لرئيس ألماني منذ 27 عامًا.

محطة مؤثرة في كوفنتري

وفي خطوة رمزية، سيزور شتاينماير وزوجته إلكه بودنبنندر يوم الجمعة كاتدرائية كوفنتري لإحياء ذكرى القصف الألماني الذي حدث في 14 نوفمبر 1940، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 568 شخصًا وتدمير أكثر من نصف منازل المدينة، وهو يعتبر أكبر هجوم مركز على مدينة بريطانية خلال الحرب.

وعلى الرغم من اعتذارات ألمانيا المتكررة عن جرائم النظام النازي، فإن التذكير بهذه الذكريات المؤلمة يتبادل بين الجانبين، حيث كان الملك تشارلز قد أحيى ذكرى ضحايا القصف البريطاني لمدينة هامبورغ عام 1943 خلال زيارته الأخيرة لألمانيا.

علاقات راسخة في زمن التحديات

ورغم الطابع الاحتفالي للزيارة، بما في ذلك الموكب العسكري وحفل العشاء الفاخر، فإن الهدف الأساسي هو تعزيز التحالف بين بريطانيا وألمانيا في مواجهة التحديات الدولية الراهنة.

تأتي هذه الزيارة في وقت يسعى فيه البلدان إلى تعزيز التعاون في ظل استمرار أزمة الحرب في أوكرانيا، بالإضافة إلى سياسة “أمريكا أولاً” التي يتبناها الرئيس الأمريكي، مما يثير قلقًا أوروبيًا حول الاستقرار الاقتصادي والأمني.

لغة مشتركة وتواصل شعبي

تعتمد الزيارة على نجاح زيارة الملك تشارلز الأولى إلى ألمانيا في عام 2023، حيث أظهر مهارة في التحدث بالألمانية خلال خطابه أمام البرلمان الألماني، مما يعكس متانة العلاقات بين البلدين.

ويأمل المسؤولون البريطانيون أن تسهم تغطية المراسم والاحتفالات في تعزيز الروابط الشعبية بين البلدين، وأن تضيف قوة جديدة للعلاقات الثنائية في فترة تتطلب تنسيقًا أكبر بين الدول الأوروبية.

Google News تابعوا آخر أخبار صوت العرب عبر Google News