في حدث مميز، نظمت مؤسسة زاهي حواس للآثار والتراث أمسية ثقافية تهدف إلى تعزيز الوعي بالتراث المصري الحديث، من خلال محاضرة بعنوان “من قصر المنيل إلى قصر الزعفران: بين التراث والحداثة: كيف صاغت قصور المنيل والزعفران هوية القاهرة الملكية” حيث أقيمت المحاضرة في قصر الأمير طاز التاريخي، وحضرها جمهور من عشاق التاريخ والفنون المعمارية والتراث الملكي
مؤسسة زاهي حواس
ألقى المحاضرة الدكتور ولاء الدين بدوي، وهو خبير بارز في المتاحف والتراث، والمدير الحالي لمتحف قصر الزعفران، وقدم رؤية معمقة حول القصرين، موضحًا كيف ساهمت تفاصيل معمار وزخارف كل منهما في تشكيل وجه القاهرة في العصر الحديث، وركز على أهمية القصور الملكية التي أنشأها محمد علي باشا وأبناؤه في تشكيل الهوية المصرية الحديثة، مما أعطى طابعًا خاصًا للمكان والزمان.
بين المنيل والزعفران
تناول الدكتور بدوي في هذا المحور قصر المنيل وقصر الزعفران، حيث قدم تحليلاً لعمارة كل منهما وزخارفه، مبرزًا الفارق بينهما كأمثلة فريدة تجمع بين التراث والحداثة، وناقش أيضًا العمق السياسي والثقافي لهما، موضحًا علاقتهما برموز الأسرة العلوية وتأثيرهما على المشهد السياسي والثقافي في العاصمة.
اختتمت الأمسية بنقاش مثمر تفاعل فيه الحضور مع الدكتور بدوي حول فصول حية من تاريخ مصر الحديث، مما أضاف بعدًا ثقافيًا مميزًا للحدث.
قصر المنيل
يعتبر قصر الأمير محمد علي توفيق في منطقة المنيل من أبرز التحف المعمارية في القاهرة الحديثة، وقد أنشأه الأمير عام 1903 ليعكس ذوقه الرفيع وشغفه بالعمارة الإسلامية، حيث اختار جزيرة المنيل لتكون موقع القصر، مما أضفى على المكان طابعًا هادئًا وطبيعة خضراء.
يتسم القصر بطراز معماري يجمع بين المملوكي والعثماني والفارسي والأندلسي والفاطمي، ويضم عدة سرايات مثل سراي الإقامة وسراي العرش، بالإضافة إلى جامع القصر وبرج الساعة وحديقة ضخمة تحتوي على نباتات نادرة، مما يجعله مكانًا فريدًا يجذب الزوار.
قصر الزعفران
أما قصر الزعفران، فهو يعد من أهم القصور التاريخية في القاهرة، حيث شُيد عام 1903 بأمر الخديو عباس حلمي الثاني، ويتميز بتصميمه على الطراز النيوباروكي الأوروبي مع لمسات كلاسيكية فاخرة، وكان مقرًا رسميًا لأسرة محمد علي ومركزًا لاستقبال الوفود الأجنبية والاحتفالات الرسمية.
لقد لعب القصر دورًا سياسيًا مهمًا خلال أوائل القرن العشرين، حيث وُقعت فيه اتفاقية 1936 بين مصر وبريطانيا، ويتكون من مبانٍ متعددة وقاعات واسعة ذات زخارف أوروبية مذهلة، مما يعكس الطابع الملكي الفريد لهذا المعلم التاريخي.
