تسود حالة من الغضب في كينيا بعد صدور تقرير برلماني يتهم جنود الوحدة العسكرية البريطانية في كينيا بارتكاب انتهاكات جسيمة، من بينها جرائم قتل واعتداءات جنسية وتعذيب، مما يعيد إلى الأذهان ذكريات مؤلمة من فترة الاستعمار، ويضع العلاقات بين كينيا وبريطانيا في اختبار صعب، حيث جاء هذا التقرير بعد تحقيق استمر عامين كاملين، ليكشف عن وقائع تمتد منذ التسعينيات وحتى الآن، مما يثير تساؤلات حول مستقبل التعاون الدفاعي بين البلدين.
تقرير يكشف انتهاكات مستمرة
التقرير، الذي يتألف من 94 صفحة، يسلط الضوء على “سلوك ممنهج” من قبل الجنود البريطانيين، يتضمن اعتداءات على المدنيين واحتجازات تعسفية، بالإضافة إلى إجبار السكان على مغادرة أراضيهم، وخاصة في المناطق المحيطة بقاعدة الوحدة البريطانية في نانيوكي، كما أشار التقرير إلى نمط مقلق من الجرائم الجنسية، بما في ذلك الاغتصاب، حيث تم الإبلاغ عن حالات تتعلق بمولد أطفال نتيجة تلك الاعتداءات، مما يثير القلق في المجتمع الكيني.
قضية مقتل الشابة أغنيس وانجيرو
أحد أبرز القضايا التي تم تسليط الضوء عليها في التقرير هي مقتل الشابة الكينية أغنيس وانجيرو، التي اختفت في عام 2012، حيث تم العثور على جثتها في خزان للصرف الصحي، بعد أن شوهدت مع جنود بريطانيين، ورغم مرور سنوات على الحادثة، لم يتم حل القضية إلا مؤخراً، حيث تم القبض على الجندي السابق روبرت جيمس بيركيس في بريطانيا، وهو الآن يقاوم تسليمه إلى كينيا.
انتقادات للاتفاقية الدفاعية
التقرير دعا إلى إعادة النظر في “اتفاقية التعاون الدفاعي” الموقعة بين كينيا وبريطانيا، والتي سمحت بتدريب الجنود البريطانيين على الأراضي الكينية، حيث يرى الخبراء أن هذه الاتفاقية تتيح للجنود البريطانيين الإفلات من العقاب، مما يقوض قدرة السلطات الكينية على التحقيق في الجرائم التي تحدث في أراضيها، ورغم خطورة هذه الاتهامات، لم تصدر الحكومة البريطانية رداً شاملاً، ولكنها أكدت أنها تأخذ الادعاءات على محمل الجد.
مطالب بالعدالة والمساءلة
بينما يتزايد الضغط على الحكومة الكينية لاتخاذ إجراءات، يبدو أن العلاقات الدفاعية بين كينيا وبريطانيا تمر بمرحلة حرجة، حيث تتعالى الأصوات المطالبة بالعدالة وإنهاء الإفلات من العقاب، مما يهدد بإعادة تشكيل قواعد التعاون بين البلدين، وسط دعوات لتعويض المتضررين وفتح ملفات الجرائم القديمة، مما يجعل من الواضح أن هذه القضية لن تُحل بسهولة.



تعليقات